ربما يكون الوقت قد حان لتوجيه تركيزنا نحو ما بعد سوق العمل وحديث "الفائز والخاسر" المتعلق بالتكنولوجيا.

فعلى الرغم مما سبق ذكره بشأن فقدان الوظائف بسبب الآلات وأهمية الاستثمار الإضافي لتحويل الاقتصاد، إلا أن هناك مستوى آخر للنقاش يتجاوز ذلك وهو مستقبل الإنسان ذاته وما يعنيه هذا للفنون والثقافة والمعنى الذي نكتسبه جميعًا عبر حياتنا العملية.

بالإضافة لذلك، بينما نتحدث كثيرا عن الحاجة إلى المزيد من الأموال لدفع عجلة العلم والاختراع، دعونا لا ننسا جانب آخر حيوي للغاية وهو العنصر البشري وتنوع خلفياته وخبراته التعليمية المختلفة والتي تعد ضرورية لاستمرارية أي ابتكار ناجح ومبتكر حقا!

كما يتعين علينا أيضًا دراسة مدى حاجة الأنظمة السياسية والحكومية للاستجابة لهذا التحول الجذري والتغيير الهائل الذي ستشهده المجتمعات نتيجة لهذه الثورة الصناعية الجديدة، وذلك لمنع ظهور طبقات مجتمعية فصلية مبنية على امتلاك القدرة على استخدام التقنيات الحديثة ضد أولئك الذين حرموا منها لأسباب عدة خارجة عن ارادتهم.

ويجب النظر كذلك في احتمالات توفير الدخل الأساسي الشامل كوسيلة للتخفيف من آثار البطالة الناجمة عن اعتماد الشركات لرأس المال بدلاً من العمالة البشرية.

وفي نهاية الأمر، يجب اعتبار رفاهية المجتمع هدفًا ساميًا فوق كل المصالح الخاصة الأخرى بما فيها مصالح رجال الأعمال ذوي النفوذ السياسي الكبير وقدرتهم المؤثرة على تشكيل القرارت الحكومية لصالحهم الخاص دائما.

وبالتالي فلابد وأن يفرض القانون انتظام عملية صنع القرار بحيث يتمكن المواطنين من الحصول على الخدمات الضرورية بغض النظر عما إذا كانوا يعملون حاليا ام لا .

وأخيرا وليس آخرا ، فان تطوير شبكة دعم اجتماعي شامل أمر بالغ الأهمية أيضا حيث انه سوف يساعد الأشخاص ممن لم يعد لهم دخل ثابت علي مواصلة الحياة بكرامة ودون الشعور بالإحباط والعجز امام ظروف اقتصادية غير مستقرة .

#بينما #سبب #سؤالا #واضحا