مستقبل_التعليم_في_العالم_الرقمي

هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يحل محل المعلِّمين تمامًا؟

أم أنه سيكمل دورهم فقط ويضيف قيمة جديدة لمفهوم "التعليم" نفسه؟

!

إنَّ تقنيات الذكاء الاصطناعي تقدِّم العديدَ من المزايا التي لا جدل فيها، بدءًا بالتعلُّم الشخصِي وانتهاء بالساعات الدراسية المرنة وغيرها الكثير.

.

.

لكن ماذا لو وصلت الأمور حد الاستغناء الكلي عن العنصر البشري داخل الفصل الدراسي؟

وهل ستتمكن الآلات حقًا من نقل قيم الحياة الأساسية كالصدق والشجاعة وحسن الخلق وغيرها ممن تعجز عنها معادلات الرياضيات والحسابات الدقيقة مهما بلغت درجة تقدمهما!

ومن منظور آخر، لن تستطيع تلك التقنيات مهما بلغ مستوى ابتكاراتها ورقيها اليوم وغدا أن تغرس لدى الطالب روح الانتماء الوطني وقيمة العمل الجماعي وغيرها الكثير ممّا يعتبر عامل جذب رئيسي نحو تحقيق أعلى درجات النجاح سواء أكاديميا أم مهنياً.

وفي حين تواجه مؤسسات التعليم العالي فرصة ذهبية للاستفادة من ثورة الذكاء الاصطناعي عبر تطوير مناهج مبتكرة تعتمد على الواقع الافتراضي مثلاً، إلّا ان عليها أيضا التنبّه للتحديات المصاحبة لهذا الاتجاه الجديد والتي تتجسّد بارتفاع معدلات البطالة بين صفوف الجسم التدريسي بالإضافة للتكاليف المادية الضخمة المطلوبة لدعم مشاريع كهذه والتي بدورها سوف تخلق فارقا واضحا لصالح المؤسسات الخاصة المزدهرة مالياً على حساب نظيرتها الحكومية التي تعاني عجزاً في مواردها المالية .

إن مفتاح النجاح يكمن بتوفيق استخدام هذين العالميين (البشر و الآلات ) سويا بحيث يتم تركيز الجهود الإنسانية بما يناسب الطبيعة البشرية بينما تقوم البرامج الالكترونية بواجباتها ضمن حدود عملها الخاص بها وذلك حفاظا على جوهر العملية التربوية وللحيلولة دون اندثار القيم الأخلاقيّة والوجدانية منها خصوصا كون الانسان مخلوق اجتماعي بالفطره وبالتالي فهو بحاجة دائمة لمن يساعدونه ويتفاعلوا معه ولو بصوره افتراضايه حتى وان اختلتف طرق التواصل وطرق الادراك.

فهل انت معي بأن ادمانه للحاسوب والطابعه سيقللان من احتكاكه ببقية افراد مجتمعنه ؟

!

اعتقد انه كذلك اذ ربما يتحول الى انسان منعزل وبعيدا جداعن عالم الواقع.

.

1 Kommentarer