إن مفهوم النمو التدريجي مقابل التحول المفاجئ يحمل دروسا مهمة بالنسبة للأمم كما هو الحال بالنسبة للأفراد.

فعندما نركز كثيرا على تحقيق اللحظة الحاضرة وننسى الماضي، نعرض مستقبلنا للخطر؛ لأن التاريخ يقدم لنا ﺁليَّات التعامل مع الأزمات ويعلمنا كيفية الاستعداد لما ينتظرنا.

لذا، علينا اتخاذ قرارات مستنيرة تأخذ بعين الاعتبار حقائق تاريخنا واختباراته الماضية.

وبدون فهم واضح لجذورنا ومشكلاتنا القديمة، سنضل طريق النجاح والحفاظ عليه.

فلا مراء بأن العديد ممن سعوا لتحقيق نجاح سريع وجذري قد فشلوا، وسقطوا في فخ الغطرسة وانعدام المسؤولية تجاه المستقبل.

وبالتالي، يجب ألّا نقلل من قوة التجارب وعِبَر الزمن، وأن نتعامل بحذر شديد مع ما لدينا الآن كي نحافظ عليه للأجيال المقبلة.

فالنجاح الدائم مبنيٌّ على تراكم الخبرات والإنجازات الصغيرة والمتوسطة التي تستهدف تطوير الذات باستمرار.

وهذه هي أساسيات تحقيق التقدم طويل المدى والذي يعد ضرورة ملحة لبقاء الأمم واستقرارها.

1 Commenti