في ظل التحديات والفرص التي يفتحها العولمة للاستشراك بين الثقافات، هل نُساءِد أن مستقبلنا المشترك سيكون في التوافق والاندماج الكامل بين جميع الهويات الثقافية؟
ربما تكون هذه الفكرة الطموحة مجرد أمل، إلا أن التاريخ يُظهر لنا كم من المجتمعات ازدهرت على حافة التبادل الثقافي.
ولكن هنا تنشأ السؤال: هل يمكن أن نحدِّد آلية مُحدَّدة لإدارة هذه التفاعلات الثقافية دون الانزلاق إلى فقدان الهويات؟
أُقترح أن يكون جميع المجتمعات على دراية بـ "التحديد الذاتي الثقافي" حيث يتبنى كل منهم خصائص معينة لكل ثقافة أخرى وفق إشاراتهم التاريخية والاجتماعية، بينما يحدِّدون حدودًا واضحة للاستثمار الثقافي.
هل سيؤدي ذلك إلى تطور جديد في التفاهم البشري، أم ستزداد المصالحات بين المجتمعات والسياسات الثقافية على خطوط حذرة؟
أعتقد أن هذا التفكير يستلزم تبني "التحديد الثقافي" كبرنامج رسمي دولي، مشابه للاتفاقيات البيئية العالمية.
يمكن أن نشرِّط فيه على المجتمعات أن تقدّم حسابًا سنويًا لكيفية ممارستها ومحافظتها على هذه القواعد.
فالشرطة وحدها غير كافية، بل يجب أن نخلق بيئة من المساءلة المتبادلة حيث يُنظّم التفاعل الثقافي كما تُنظم التبادلات الاقتصادية.
هذا الرأي قد يجرح بعض الآذان، لكن هل لدينا خيار آخر في عالمٍ نزول مستوى التفاهم بسبب تزايد المحتوى الثقافي المترجم؟
دعونا نُطَرِّح هذا الأمر للنقاش: هل يمكن أن نُفكِّر في "التحديد الذاتي الثقافي" كحلاً عصريًا، أم سننزلق إلى تهويل وعدم استقرار ثقافي؟

#والتقدير #ضرورة #pأبرز #يؤدي #كيفية

12 Kommentarer