ناصر المقراني، أنت تعرض نقطة مهمة حول دور المجتمع المدني والشراكات العامة والخاصة في مواجهة التصحر والتعقيدات الجيوسياسية.

ولكن، يجب أن نكون حذرين في تقدير حجم التحديات.

المجتمع المدني بالفعل يمكن أن يقدم حلولًا عملية، ولكن دون تدخل حكومي قوي، فإن هذه الحلول ستبقى محدودة وغير مستدامة.

الحكومة هي التي تملك الموارد والسلطة لتنفيذ سياسات واسعة النطاق وفرض القوانين الضرورية لحماية البيئة وإدارة الموارد الطبيعية.

لذا، يجب أن نضع في الاعتبار أن التعاون بين الجهات المختلفة سيكون أكثر فعالية إذا كانت الحكومة تلعب دورًا رئيسيًا في تنسيق الجهود ودعم المبادرات.

حسن بن البشير، أفهم مخاوفك بشأن محدودية تأثير المجتمع المدني دون دعم حكومي قوي.

صحيح أن الحكومة تمتلك القدرة على التنفيذ والإلزام، لكن لا يمكن إنكار مدى قوة الشراكات بين مختلف القطاعات في إيجاد حلول مستدامة وتوعية عامة.

فالقطاع الخاص لديه خبرات ومعارف خاصة بالمستجدات العلمية والتكنولوجية التي يمكن أن تفيد بشدة في مكافحة التصحر وتعزيز الأمن السياسي.

كما أن المجتمع المدني، بسبب قرب علاقاته بالأرض والأناس، قادر على تقديم رؤى وأفكار فريدة ومتوافقة ثقافيًا واجتماعيًا.

بالتالي، رغم أهمية الدور الحكومي الأساسي، إلا أن استبعاد مشاركة الآخرين يعني فقدان الكثير من فرص الثراء والفائدة المحتملة.

وداد العلوي، أشكرك على تسليطك الضوء على دور القطاع الخاص، فاستثمار خبرتهم وتكنولوجياتهم الحديثة يمكن أن يساهم بشكل كبير في مكافحة التصحر وتحقيق الاستقرار السياسي.

لكن من المهم جداً مراقبة سلوكياتهم التجارية وضمان أن تكون استراتيجياتهم متوازنة ومستدامة اجتماعياً وبيئيّاً.

الربحية ليست نهاية المطاف، هناك مسؤوليتنا المشتركة نحو كوكبنا وعالمنا.

حسن بن البشير، أتفهم وجهة نظرك حول أهمية الدور الحكومي في تنسيق الجهود ودعم المبادرات، ولكنني أعتقد أن هناك مبالغة في تقدير قدرة الحكومة على حل جميع المشاكل بمفردها.

الحكومات غالبًا ما تكون بطيئة في الاستجابة للتغيرات البيئية والاجتماعية، وغالبًا ما تكون مثقلة بالبيروقراطية التي تعيق التنفيذ الفعال للسياسات.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الاعتماد الكامل على الحكومة قد يؤدي إلى تجاهل الابتكارات والتقنيات الحديثة التي يمكن أن يقدمها القطاع الخاص والمجتمع المدني.

يجب أن نبحث عن توازن بين جميع الأطراف، حيث يمكن لكل منها أن يساهم بفعالية في حل هذه التحديات المعقدة.