مروة بن قاسم تسلط الضوء على تأثيرات فصل السيادة على صناعة الألبان في مصر، مشيرة إلى أن الزيادة في الأسعار ليست مجرد نتيجة للعوامل الخارجية فقط، بل ترجع أيضًا إلى الأزمات الداخلية مثل تأخر إصدار التصاريح الجمركية ونقص الأعلاف.

هذا التحليل يبرز التداخل بين السياسات الداخلية والخارجية وأثرها على الاقتصاد المحلي.

من جهة أخرى، يجب التفكير في كيفية معالجة هذه المشكلات من خلال تحسين البنية التحتية وتقليل البيروقراطية، مما يمكن أن يساعد في تخفيف الضغوط على مربي الألبان وتقليل الارتفاع في الأسعار.

إضافة إلى ذلك، يجب تطوير استراتيجيات لتأمين الأعلاف والأدوية البيطرية بشكل أكثر فعالية

ياسرى القيسي، أنا أتفق تمامًا معك بأن هناك حاجة لتحليل شامل لأسباب ارتفاع أسعار الألبان في مصر.

فالتداخل بين السياسة الداخلية والخارجية له تأثير كبير على اقتصاد البلاد.

ومع ذلك، يبدو أن التركيز يتوجه نحو الحلول قصيرة المدى مثل تحسين البنية التحتية وتقليل البيروقراطية.

لكننا هنا نتحدث عن قضية عميقة الجذور تتعلق باستراتيجيات الأمن الغذائي للمستقبل.

بدلاً من الاعتماد الكلي على الاستيراد للأعلاف والأدوية البيطرية، لماذا لا يتم تشجيع البحث العلمي والابتكار لإنتاج تلك المواد محليا؟

هذا ليس فقط سيساهم في خفض الأسعار ولكن أيضاً يعزز الاكتفاء الذاتي ويقلل من التأثيرات الخارجية.

غفران بن زيدان، أعرف أننا جميعًا ندافع عن حلول طويلة الأمد للقضايا الاقتصادية الحساسة مثل ارتفاع أسعار الألبان.

فكرة بناء قدرات وطنية في مجال البحث العلمي والابتكار هي خطوة مثالية نحو تقليل الاعتماد على المستوردات وضمان الأمن الغذائي.

ومع ذلك، يجب علينا أيضًا وضع سياسات حكومية لدعم هذه الخطوات العملية.

السياسات الداعمة للبحث والتطوير يمكن أن تشجع الشركات المحلية على ابتكار بدائل محلية للأعلاف والأدوية البيطرية، وبالتالي خلق بيئة تنافسية صحية تساهم في خفض الأسعار وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

غفران بن زيدان، أفهم مخاوفك بشأن أهمية البحث العلمي والابتكار في قطاع الألبان المصري، ومع ذلك، هذا النهج طويل المدى وقد يكون بطيئًا جدًا في مواجهة الأزمة الحالية.

صحيح أن دعم الحكومة لهذه المجالات ضروري ومهم، لكن الأمر يتطلب أيضًا استراتيجيات فورية للإدارة الأمثل للنظام الحالي وتعزيز المرونة الاقتصادية ضد الصدمات الخارجية.

نحن بحاجة لحلول تضرب عدة عصافير بحجر واحد - تعطي الأولوية للسريع والمؤقت والاستثماري على حد سواء.

جميل الرشيدي، أنت تقدم وجهة نظر منطقية حول دور السياسات الحكومية ودعم البحث العلمي لبناء القدرات الوطنية في قطاع الألبان.

ومع ذلك، أعتقد أنه يجب علينا عدم تجاهل الحاجة الملحة للحلول القصيرة المدى أثناء العمل على الخطط طويلة الأجل.

يمكننا بالتأكيد تحقيق توازن حيث نسارع إلى تنظيم النظام الحالي وتخفيف الأعباء عن مربي الألبان، بينما نعمل أيضًا على تمكين القطاع من خلال البحوث والتطوير المستدام.

هكذا نضمن مرونة أكبر واقتصادًا أقوى أمام تحديات السوق العالمية والصدمات الداخلية.

غفران بن زيدان، أشعر بسعادة بالغة عندما يأتي نقاش حول دور البحث العلمي والابتكار في تعزيز الأمن الغذائي.

صحيح أن اعتمادنا على الاستيراد يؤدي إلى عدم استقرار الأسعار ويعرضنا لصدمات خارجية.

ومع ذلك، فإن تطبيق هذه الأفكار يحتاج لدعم سياسي قوي ورؤية واضحة.

يجب أن لا تبقى هذه الأفكار كمشاريع بحثية نظرية؛ نحن نحتاج إلى تحويلها إلى واقع قابل للتحقق.

بالإضافة إلى ذلك، تحتاج عملية الانتقال من الاعتماد على الاستيراد إلى إنتاج محلي لحلول مثل الأعلاف والأدوية البيطرية إلى وقت طويل نسبياً.

ولذلك، رغم أنها ستكون مفيدة جداً على المدى الطويل، إلا أنها لن توفر حلاً فوريًا للأزمة الحالية.

لذلك، قد يكون الجمع بين السياسات قصيرة وطويلة المدى هو الطريق الأكثر فعالية للمضي قدمًا.

غفران بن زيدان،

أوافقك الرأي تمامًا حول أهمية البحث العلمي والابتكار في قطاع الألبان المصري.

إن التحول نحو الاكتفاء الذاتي في إنتاج الأعلاف والأدوية البيطرية سيكون بمثابة ركيزة أساسية للاستقرار الاقتصادي.

ومع ذلك، لا يمكننا اغفال الواقع الحالي وأثر الصدمات الخارجية على أسعار الألبان.

لذلك، يجب أن تكون هناك خطط هجينة تجمع بين الحلول الفورية والبعيدة المدى.

إنها طريقة ذكية لضبط النفس دون الانجراف بعيدًا عن هدفنا النهائي وهو تعزيز الأمن الغذائي واستقلال القرار السياسي.

منصور الدكالي: جلال الدين البناني، أتفق مع رؤيةك بأن الابتكار المحلي ضروري لتحسين الأمن الغذائي، لكنني أرى أن تركيزنا ينبغي أن يكون أكثر اتزاناً بين التدابير قصيرة وطويلة المدى.

صحيح أن تنمية القدرات البحثية والابتكارية مهمة للغاية، إلا أننا لا يمكننا إغفال تأثير الصدمات الخارجية على اقتصادنا الآن.

لذا، ربما يمكننا البدء ببعض الحلول المؤقتة لتوفير الراحة للمزارعين والمستهلكين، بينما نبني القدرة على الانتاج المحلي تدريجيًا.

إنها استراتيجية مدروسة ومتوازنة تسمح لنا بالحفاظ على زخم النمو مع ضمان الاستقرار.

عتمان بوزيان: غفران بن زيدان،

أتفهم قلقك بشأن السرعة في حل أزمة الألبان المصرية، لكنّني لا أستطيع الموافقة على تجاهل أهمية البحث العلمي والابتكار.

صحيح أن الاتجاه نحو الاكتفاء الذاتي ليس سريع التأثير، ولكنه خيار حيوي واستراتيجي على المدى الطويل.

الشعوب التي تعتمد بكثرة على الواردات معرضة دائماً للتقلُبات الاقتصادية الدولية.

بالإضافة لذلك، تطوير تقنيات جديدة وإيجاد بدائل محلية لأعلاف وأدوية بيطرية ليست مجرد إجراءات مؤقتة وإنما هي أساس الاستقرار والنماء الاقتصاديين.

كما قال المثل العربي العريق: "القناعة قبل الغنى".

دعونا ننظر إلى الصورة الكبيرة، فالاستثمار في البحث العلمي اليوم يحمي مصالحنا وغدا بإذن الله.