الحرية شيء ثمين... ولها اوجه عديدة، بعضها ربما يخفى عن كثير من الناس؛
خذ مثلا نعمة الشبكات الاجتماعية التي أستطيع الجزم أنها لا تكاد تُضاهى من صنفها.
تخيل أنك تُريد متابعة ما يحدث في مكان آخر (ضمن اهتماماتك، سواء السياسية أو الاقتصادية أو نحوها)، وستكون مضطرًا (كما كان الناس سابقا) للانتظار أيام وربما أسابيع حتى يصلك الخبر عبر وسيط تقليدي من صحيفة، إذاعة، أو نشرات حكومية تتحكم في ما يُقال وما يُخفى وتعيد صياغة الواقع بلغة السلطة أو مصالح المموّلين الخواص.

اليوم، بضغطة زر، يمكنك أن تُطل على قلوب الناس، لا فقط على أفواه المراسلين.
ترى الحدث من عيون من عايشه، وتسمع صوت الواقع قبل أن يُصفّى في قوالب الإعلام، وتلمس الصدق أو الكذب بحسّك، لا بما يُملى عليك.

لكن... هذه النعمة تتحول إلى نقمة حين تُختزل الحرية في القدرة على الكلام فقط دون القدرة على الفهم.
حين يُفسد الزحام البَصَر، وتتحول الأصوات الحرة إلى صدى داخل جدران خوارزمية لا تسمح إلا لما يُعجب السوق.
حين ينسى الناس أن الشبكة وسيلة، لا غاية، وأن حرية التعبير لا تساوي شيئًا إذا فقدتَ حرية التفكير.

الحرية في زمن الشبكات الاجتماعية، ليست فقط أن تقول ما تشاء، بل أن تُحسن قول ما ينبغي أن يُقال، في الوقت المناسب، وباللغة التي تخترق الضجيج.. وأعتقد أننا لم نستثمر هذه الفضاءات الرقمية بما يكفي بعد.

ومن جوانب الحرية العظيمة في أيامنا أنه يمكننا صنع شبكاتنا الخاصة بأيدينا، والحمد لله عليها من نعمة.. #فكران 📍📌
الصورة

11 التعليقات