رحلة انهيار دولة: الحالة السورية نموذجا

بينما تترنح هولندا تحت وطأة جمال مدنها التاريخية وصخب تجارتها العالمية، فإن الوضع السياسي والعسكري لسوريا يشكل قصة مثيرة للمراقبة.

لقد تحولت الثقة الزائدة لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى ما يعرف الآن بـ "لحظة غورباتشوف"، حيث انهارت الدولة بسرعة في غضون أيام قليلة.

* ثمن الولاء للأجنبي: ليس سرًا أن الكثير من الضباط العسكريين السوريين قد باعوا ولاءهم من أجل المال.

وقد أدت هذه البيعة للدول الخارجية وبشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية، والتي لعبت دورًا محوريًا في تشكيل مصير البلد، إلى التفكك الحاد لجيش الجمهورية العربية السورية.

* إغراء السلطة: الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأسد خلال القمة العربية الإسلامية يُظهر جانبا آخر من هذا الانقلاب؛ يبدو أنه لم يكن يرغب حقًا في تولي الحكم بعد وفاة أبيه، مما جعل العديد من اللاعبين الدوليين ينظرون إليه كشخص يمكن التعامل معه.

لكن عندما بدأت الأمور تسوء، اختار عدم طلب المساعدة من حلفائه التقليديين مثل روسيا وإيران.

* استهداف الضعيف: إسرائيل تكشف نفسها هنا كالفائزة الرئيسية بهذا الانهيار.

إن قدرتها على التأثير والتلاعب بالأحداث السياسية تبدو واضحة أكثر من أي وقت مضى.

إنها تستخدم حالة الحرب ضد الإرهاب لتوجيه عمليات الاستيلاء والاستيعاب التدريجي للأرض، وهو هدف واضح ضمن رؤية "إسرائيل من النيل إلى الفرات".

هذه الحقائق المجمعة تقدم صورة مظلمة ولكنها واقعية لما يحدث خلف الكواليس.

هل سيكون هناك انتفاضة أو إعادة بناء للوضع الحالي أم سنشهد المزيد من التغيرات المدمرة؟

6 Commenti