الصين: التناقض الأمريكي والتبعية العالمية

في قلب السياسة الدولية، تشهد العلاقة الأمريكية الصينية تناقضات غريبة.

بينما تصدر الولايات المتحدة بضائع بقيمة 154 مليار دولار لصين سنويًا، فإن وارداتها منها تصل إلى 537 مليار دولار - وهي زيادة كبيرة بنسبة 31% مقارنة بسنة 2021!

هذا يعكس عِجزًا تجاريًّا كبيرًا يصل إلى أكثر من 380 مليار دولار أمريكي.

الحقيقة التي يجب الاعتراف بها هي أن العديد من الاتهامات الموجهة ضد الصين حول سرقات حقوق الملكية الفكرية ليست سوى أسلحة تستخدم للتوتير الإعلامي وليس لأسباب اقتصادية.

كيف يمكن فهم وجود الكثير من الشركات الأمريكية العاملة والمصنعة داخل الصين؟

هل هذا مجرد تكيف مع الواقع أم جزء من لعبة أكبر؟

لكن الأمر لا يتوقف عند حدود العلاقات التجارية؛ فالقصة الأكثر عمقاً تتعلق بتشكيل القوة العالمية الجديدة.

الغرب، ولاسيما أوروبا، قد واجه تحديًا غير مسبوق بسبب جائحة كوفيد-19 وما أعقبها من آثار اقتصادية كارثية.

بدلاً من الوحدة، يبدو أنه تميز "الأنانية الوطنية".

ونتيجة لهذا الوضع المضطرب، قد نشهد ارتفاع الأصوات القومية والدكتاتورية عبر القارة الأوروبية.

أما بالنسبة للولايات المتحدة نفسها، فقد تواجه انهيارًا ماليًا آخر ربما يكون أقسى مما شهدناه في عام 2008.

وفي ظل هذه الظروف، يجب البحث عن خارطة طريق جديدة للقوة والاستقرار العالمي.

هل ستكون الصين القوة البديلة الجديدة أم أنها فقط نسخة أخرى من النظام القديم؟

وهل سيكون عصر جديد مبني على العدالة والتعاون أم أنه سيكون عبارة عن سباق محموم نحو القمة دون اعتبار للمبادئ الأخلاقية؟

هذه أسئلة تحتاج إلى نقاش مستمر وجهود مشتركة لإيجاد الحل الأمثل لكل البشرية.

#وسط #ألمانيا

7 Kommentarer