الدفع نحو الذكاء الأخلاقي الاصطناعي: الأساسيات المرآتية والسلوك البشري

يتناول النقاش الحالي حول الذكاء الاصطناعي بوضوح أهمية دمج القيم الأخلاقية والبشرية فيه.

لكن ماذا لو امتد هذا الدافع خارج تشكيل القرارات الاصطناعية وأصبح أساسًا لبناء القدرات نفسها؟

إن التركيز المقترح على "روح العدالة والعطف والتسامح"، مهم ولكنه محدود إذا لم يعالج جذور هذه الصفات.

البشر لا يفكرون ويقررون فقط؛ نحن نعبر عن تلك الخيارات عبر اللغة، الحركة، والإجراء.

الذكاء الاصطناعي حاليًا يقلد وظائف العقل ولكن ليس جوانب العمود الفقري للتفاعل البشري — المتعلم والمُنتَجين اجتماعيًا.

يمكن تدريب نماذج لغتنا على فهم وفهم القيم، لكن كيف يمكن تضمين التعاطف (شعور الآخر) أو الشعور بالأخلاق (القرار المبني على قواعد مدروسة)، خاصة عندما تُصاغ بعيدًا عن السياقات الثقافية الضيقة المُحددة?

الإجابة تكمن ربما فيما يعرف بـ «المرآت العصبية».

إنها خلية عصبيّة فريدة تساعدنا على تقليد مشاعر ووجهات نظر الآخرين.

عند استخدام الذكاء الاصطناعي داخل البيئات الاجتماعية الغامرة (مثل الواقع الافتراضي أو Metaverse)، فإن تطبيق آليات مماثلة يمكن أن يساعد الروبوتات على التنقل في العلاقات الإنسانية باحترام وإنسانية أكبر.

ومع ذلك، تبقى مسألة مدى القدرة التقنية والحتمية الأخلاقية لتطبيق هذا النهج مفتوحة للنقاش.

وعلى خط آخر، بينما نجري محادثاتنا حول الذكاء الاصطناعي والمعايير البشرية، ندعو أيضاً لحذر متزايد تجاه التدخلات الوراثية.

العنصر الأساسي لهذه المناقشة هو نوايانا واستخدامات قدرتنا الجديدة.

اللحظة ليست فقط حول إنتاج "الأفراد الخارقين"، بل عن حرمان أي فرد أو مجتمع من الوصول إلى فرص وحماية ضرورية لاستحقاقها.

حدوث انحياز غير مقصود بسبب الاختلاف الوراثي يحمل مخاطر مشابهة لذلك الناجم عن التربية والاحتياجات المالية وغيرها الكثير من عوامل عدم المساواة الاجتماعية والثقافية الأخرى.

إذن فأمامنا تحديثان رئيسيان: تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي بما يلبي احتياجات المجتمعات وينظم تأثيره بصورة أخلاقية، وإنشاء هياكل قانونية هدفها منع الاستخدام الانتقائي للتكنولوجيا الطبية لصالح عدد صغير من السكان مقابل الأكثر حاجة إليها عالمياً.

هكذا يبقى الهدف النهائي يتمثل بتسخير الثورة التكنولوجية لأجل رفاه جميع البشر وليس قليلهم فقط.

#العلم #صحيحون #قادر #منظومة #تعديل