كيف يُعتبر انتهاكًا للإبداع والذكاء فنان يختار قطعة دائرة سوداء بسيطة على ورقة بيضاء كأعظم إثبات لفنه، مُبرزًا تلك الوحدة التي تجدها فقط في أعمال الذين يشاركون في "تحديات" وسائل التواصل الاجتماعي؟
هل ليس من المفارقة أن نرى تفاحة بسيطة مصنوعة من خشب فارغ، تستهدف جمالًا يكاد يكون غير قابل للاستخدام، وتُصبح رمزًا للإبداع في مجال المتاحف؟
هل نقدر حقًا الإبداع عندما يكون جسرًا بين التقدير والغطرسة، أم أننا في طريقنا إلى تجارة صناعية للأعمال الفنية حيث يُحدد السعر عن طريق المبالغة والتضخيم؟
هل لا نستطيع أن نصادف هذه "الإبداعات" إلا من خلال التجارة، الترويج، والحيل السوقية التي تركز على الشرخ الذي يضع بين المستهلك وفهم حقيقة الفن؟
هل فنٌ يتطلب تبريرات مثل "أنت لا تفهم"، هو فنٌ حقيقي أم فرصة مُعدّة لخلق مناظر ثقافية تجارية؟
فكّروا في هذا: السعر هو شكل من أشكال الاتهام.
إنه يضرب بقيمتنا المُدركة، لا فقط للأعمال ولكن لفهمنا للحقيقة نفسها!
مثل هذه الأعمال، حيث تبدو التعقيدات المُصطنعة كنتيجة طبيعية للإبداع، قد تشير إلى ارتفاع عام في "قيمة" الحيل والظلال مقابل الوضوح.
فهل نحن رُزقنا حقًا لقول "أنت لا تفهم"، أم أننا بحاجة إلى اكتشاف مرة أخرى شغف البساطة والوضوح؟
يُعد هذا النقاش حول الفن مثل المزرعة التي تتسابق فيها التقاليد والممارسات المستوردة، يكافحان لتأسيس سيطرتهما على نواة فكرنا الفنية.
هل يعجبنا أن نخضع بلا رحمة لهذا الإبداع المصطنع، الذي يقول "أنت مسؤول عن جهلك"، والذي يُشوِّه فكرة أن كل شخص قد يجد في الفن صدىً لحياته؟
فما نقول إذن عن التجارب المعاصرة للإبداع، حيث تتسابق الحيل والظلال في غمار الأسعار و"السلطة الفنية"؟
هل يمكن أن نجد مرة أخرى إشباعًا صادقًا للفن، من خلال فهم أصيل للبساطة وحقيقته، بدلاً من الانغماس في الزخارف التجارية؟

13 Kommentarer