كل نظام سياسي يُسمح بالازدهار إلا الإسلام.
هذه حقيقة غريبة وتحثنا على التوقف للتأمل.
ما الذي يجعل الشريعة الإسلامية تُنظر إليها على أنها قاتلة بشكل خاص؟
هل هو جوهرها الأخلاقي والفضائل التي يتحدى بها الطمع والفساد في السلطة؟
أم أن المخافات من إسلام حقيقي تكشف عن أكثر من مجرد خوف من الغزو الديني؟
هذه التساؤلات لا تُجاب بالضرورة، ولكنها تشير إلى نظام قد يحمل حلاً أصيلًا لمشكلاتنا الاجتماعية.
فكر في عالم غير مقيد بالأنظمة التي ثبت فسادها، حيث تُحاول الإسلامية إنشاء نظام عادل.
سناسيًا يكون قائمًا على المساواة والعدالة والرحمة، مما يعزز من رفاهية الجميع دون تمييز.
هل لأن هذه الخصائص تشكِّل خطرًا على المصالح التي تُسعى بلا نهاية إلى استغلال قوة وثروة البشرية؟
ماذا يقول لنا هذا عن العلاقة بين الدين والسلطة؟
كم من الأنظمة التي تتكبر وتتجزَّأ في أفرادها، متحدون فقط لخدمة النفس وتعزيز السلطة دون إثبات؟
هل يجب ألا نشكِّك في تلك التي تُحظى بدعم عالمي بينما لا نقرأ كلمة فقط من الإسلامية دون مواجهة قصف الانتقاد؟
كم هو مثير التخيل بأن تُعطى الشريعة الإسلامية فرصة لتظهر جدارتها، دون أن يتم حرمانها من الفرصة قبل أن تحقق شيئًا.
ما هي الثقافات التي كنَّا سنستكشفها إذا لم نُقيد المجتمع بالأطوار التي يخترعها السلطة لإبقاء أفرادها في حالة من عدم الثقة والانقسام؟
هذه أسئلة مستحثة تتطلب تأملاً.
هل يجب أن نُعيد تشكيل الفضاء الاجتماعي من جديد، ليعود كل فرد إلى حقه في المساهمة بغير قيود؟
وأخيرًا، هل نستطيع أن نسمح للإسلامية الحقيقية بالظهور دون خوف من التحديات التي يمكن أن تُصدر عليها؟
تأملوا في هذا، ولن نسعى لإجبار الآخرين على القبول بالطائفية.
بل سنحث جميع الناس على التساؤل: ألا يكون الإسلامية طريقًا نحو حضارة تستند إلى مبادئها الخالدة، وتُجسِّدها في كل جانب من جوانب الحياة؟

12 التعليقات