في ضوء حتمية التحولات الكبرى التي يشهدها كوكبنا – سواء كان ذلك بسبب الاحتباس الحراري المتفاقم أو الاندفاع نحو الذكاء الصناعي – يبدو من الواضح الآن أكثر من أي وقت مضى الحاجة لتغيير عميق ومتكامل للنُظم والقيم الاقتصادية والثقافية التي شكلتنا خلال القرن الماضي.

قد لا يكون عنوان القضية متغير المناخ وحده؛ فهو انعكاس لاعوجاج أوسع نراه في السياسات العالمية وفي الطريقة الغالبة لاستغلال موارد كوكبنا وطبيعتها.

وعلى الجانب المقابل، رغم الإمكانيات الهائلة التي يحملها الذكاء الصناعي، إلا أنه يمكن أيضاً أن يُستخدم كسلاح ذو حدين إذا لم يتم تنميته وتقييده بمبادئ واضحة وأخلاق الراحة والمعايشة المشتركة لأجيال مستقبلية.

لذا، يأتي دورنا نحن - الأشخاص الذين يساهمون ويتعاملون بمهنية وبإخلاص داخل المجتمعات وبينهما - لإحداث تلك التحولات اللازمة.

إن الدعوة إلى العدالة البيئية وغيرها من قضايا البقاء لحياةٍ أفضل تحتاج إلى نهج شامل وخطة عمل دؤوبة تستهدف كل القطاعات بدءاً من الحكومات وصولاً للشركات والمواطنين العاديين.

فلنعترف بأن الطريق أمامنا مليء بالعوائق والصعوبات، وأن الخيارات اليوم ليست مجرد خيار بين "محلول" واحد مقابل آخر، ولكن هي تحديات ذات وجهان: كيف نضمن تحقيق المكسب الاقتصادي بما لا يؤثر سلبيًاعلى بيئتينا المحلية والكوكبية؟

وكيف يستطيع الذكاء الصناعي رفد الانتاجية ومعالجة مشاكل مجتمعية مثل العنصرية والجوع والفقر، مع تجنب أيضا الوقوع بفخوط التعصب والإقصاء وانتهاكات حقوق الإنسان؟

ليكن هدفنا التالي إذَن : تشكيل منظومة جديدة من الأولويات ، حيث تصبح الطبيعة والثقة والعقلانية المواطن الأولى وليس الربح السريع أو التقنية الحديثة مهما كانت جاذبتها، وذلك في سبيل نسج شبكة اجتماعية منتقاة تضمن حياة كريمة لكل فرد ولجيل المستقبل كما يعيش عليها حالياً جيلي وظيفتي وابني .