الدفع مقابل التفرد: أبعاد اقتصاد المعرفة القائمة على البيانات

بينما تنعمنا الثورة الرقمية بإمكانيات هائلة لتحقيق تقدم معرفي وفكري، يؤدي اعتمادها المكثف على جمع وتوظيف البيانات الشخصية إلى ظهور شكل جديد من أشكال الاستغلال الاقتصادي – اقتصاد المعرفة المبني على البيانات.

في العصر الرقمي الحالي الذي يشجع فيه كل منتَج رقمي تقريبًا المستخدم على مشاركة معلومات حساسة بُغية توفير تجارب مخصّصة لهم، قد تبدو الحرية الكاملة للوصول للمعرفة معادلة مغرية، لكن بتفحص معمق نكتشف أنها مجرد خدعة بارعة تغطي تكلفة عالية اسمها خصوصيتنا وكراماتنا.

حتى داخل القطاعات الأكاديمية والتربوية—حيث يُفترض أن يكون البحث العلمي وإدارة التعليم مستقلاً وغير مقيد بحساب الربحية—بات الوضع مؤرقا للغاية نتيجة محاولات الجامعات والشركات العملاقة إنشاء قاعدة عريضة من بيانات الطلاب بغرض تقديم خدمات تدريس افتراضية مبنية خصيصًا حسب اهتمامات واحتياجات هؤلاء الطلبة.

هذه الحقبة الجديدة تشكل عرضا سينمائيا خادعا، إذ يعرض فيها اللاعب الرئيسي (الشركة) المنتوج النهائي باعتباره هدفا سموما وغالي الثمن، بينما نسلم بإخلاص مورداته الأساسية والمستنزفة بلا عوض وهو ذواتنا وأفراد مجتمعاتنا.

ومن ثم، بدلا من الإعجاب المؤطر بالذكاء الاصطناعى والألعاب الإلكترونية ذات الواقع المعزز، فلنكشف عن الوجه الآخر المتحجر للإمبراطورية الرقمية، ولنفند اعتقادنا البسيط بالأمر بأنه أمر مفيد وخيري صرف.

فتلك المسيرة ليس بها من الخير كثيرٌ إذا كانت تُرهق كاهل حريات أبنائنا المستقبليين بثقل الوقوع فريسة الاستغلال التجاري.

#الرئيسة #جديد #سهلة

1 Kommentarer