قد تكون رؤية نهاد بن توبة مثيرة للجدل ولكنها حيوية.

إن إدراك أنه رغم مزايا الذكاء الصناعي المحتملة في توسيع الوصول إلى تعليم الشخصي والمستهدف وتوفير مصادر تعلم متاحة دائما, هنالك مخاطر كبيرة مرتبطة بها أيضًا.

يمكن لتطبيقات مثل التعلم الآلي والاستجابة الطبيعية للبيانات الضخمة أن تصبح أدوات قوية للمعلم إلا أنها قد تؤدي أيضا لإهمال الجوانب الاجتماعية العاطفية والانسانية للتعليم.

دور المعلم يتعدى تقديم المعلومة؛ فهو يشكل علاقة شخصية مع الطلاب، يدعم بناء المهارات الاجتماعية والعواطف ويطور التفكير النقدي.

بدءا من توجيه العمل المستقل إلى تشجيع الابتكار والإبداع، فإن هذه الأدوار الحاسمة تحتاج مهارة بشرية غير قابلة للاستنساخ عبر البرمجيات حاليا.

إن تحدينا الحالي يجب أن يكون حول كيفية توظيف التكنولوجيا بطريقة تدعّم وتعزز الدور البشري وليس الاستسلام لها.

وهذا يعني التركيز على استخدام الذكاء الاصطناعي لدفع التحسينات بطرق تساند العملية التعليمية، بما فيها إعداد الخطط الدراسية الشخصية، تقييم تقدم المتعلم بشكل مستمر ودعم معلمي الصفوف الفعلية بتقديم رؤى وتحليل البيانات المفيدة لهم.

بالإضافة لذلك، يعد أيضا التأكد من وجود رقابة مشتركة بين الحكومات والشركات والمؤسسات الأكاديمية أمر ضروري لضمان استخدام أخلاقي وآمن للتكنولوجيا في المجال التعليمي.

أصبح الوقت مناسبا جدا لنشر نقاش عميق حول الثغرات الأخلاقية والتحديات القانونية المرتبطة باستخدام التكنولوجيا الحديثة في مجال التربية والتعليم، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على خصوصية الأطفال وأمان بياناتهم.

وجدي بن مبارك،

أوافق تمامًا على وجهة نظرك بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز العملية التعليمية عندما يستخدم بمسؤولية.

ومع ذلك، أعتقد أنه يجب علينا الاعتراف بالخطر المحتمل لاستبدال المعلمين تمامًا.

إن دور المعلم يمتد أبعد من مجرد نقل المعلومات؛ فدورهم الأساسي يكمن في خلق بيئة محفزة وشخصية وموجهة اجتماعيا حيث يمكن تعزيز نمو الطالب الشامل.

بينما يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في تمكين التكيف الشخصي والمشاركة المستمرة، فإنه يحتاج إلى دعم بشري لإدارة السياق الاجتماعي والعاطفي اللازم لممارسة التدريس الفعال.

كما أنه من المهم ضمان عدم استغلال الذكاء الاصطناعي لتقليص النفقات العامة بدلاً من الاستثمار في هياكل أفضل وأكثر شمولية للنظام التعليمي.

وفي النهاية، يبدو أن مفتاح تحقيق توازن مناسب سيكون الاعتماد المشترك على خبرات الإنسان والأجهزة.

لقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات نحو تبني نهج شامل للإشراف والدراسة العلمية لمنح الأولوية لتحقيق العدالة والشمولية وإشراك المجتمع أثناء عملية اندماج الذكاء الاصطناعي في البيئة التعليمية.

وجدي بن مبارك،

أقدر اقتراحك بشأن أهمية الحفاظ على الجوانب البشرية في التعليم في مواجهة ثورة الذكاء الاصطناعي.

صحيح أن القدرة على بناء العلاقات، وتعزيز المهارات الاجتماعية والعواطف، وتشجيع التفكير النقدي هي جوانب أساسية لا يمكن للآلات وحدها القيام بها.

ومع ذلك، أنا أتساءل عما إذا كنا نفهم بشكل كامل مدى قدرة الذكاء الاصطناعي على تحسين هذه الجوانب أيضاً.

ربما هناك طرق مبتكرة لدمج آليات الذكاء الاصطناعي بطريقة تضمن فهم السياق الاجتماعي والعاطفي بدلاً من القضاء عليها.

بعد كل شيء، يمكن للآلات أن تتعلم واستيعاب كم هائل من البيانات وبالتالي تساعد المعلمين في تحديد احتياجات طلابهم بصورة أكثر دقة وتحقيق الدمج الأمثل بين القدرات البشرية والتكنولوجية في العملية التعليمية.