لا يمكن للحاج أو المعتمر تخفيف وطأة الأحكام بتقديم الهدايا بدلاً من القيام بالأفعال اللازمة بشكل صحيح. قد يفسر البعض أن تقديم هدايا مثل الذبيحة يعوض عن أي انتهاكات ارتكبها خلال مناسكه الدينية. ومع ذلك، يشدد العلماء على أن الطاعة والامتثال للأوامر الدينية هما أساس قبول الأعمال.
الدليل القوي جاء في الحديث الشريف "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما"، مما يعني أن العمل الصالح الكامل فقط يسمح بالمغفرة. بالإضافة لذلك، يؤكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأن الحج المبرور -أي الذي تم تنفيذه بدون خطأ- لا جزاء له إلا الجنة، وهذا يدل أيضاً على أهمية الامتثال لأحكام الحج كما حددت شرعاً.
بعض الأشخاص قد يستغلون الغموض حول فدية المخالفات كمخرج لتجاهل الوصايا الدينية. ولكن الفداء يأتي نتيجة للمخالفة لا قبلها؛ فهو وسيلة للتوبة والإصلاح وليس الرخصة للإهمال. يوضح الشيخ ابن عثيمين أن الشعور بالعجز وعدم القدرة ليست أعذارا مقبولة لتحقيق تلك الفرائض. فالالتزام بالحكم الرباني أمر ضروري، وتقديم الفدية حين الوقوع في الخطأ ليس مجالا للاختيار بين التقوى والممارسات الدنيوية.
وفي النهاية، ينصح دائمًا بالتوبة والاستغفار عند ارتكاب أي مخالفة أثناء أداء الركن الإسلامي الكبير - الحج والعمرة.