تعتبر الديناميكا الهوائية أحد الفروع الرئيسية للفيزياء التي تدرس سلوك الأجسام المتحركة وسط الغازات، خاصةً الهواء. يعود أصل هذه العلوم جذوره إلى القرون الوسطى حين بدأ علماء الرياضيات والفلك مثل الإسكندر الأكبر وكيلوفر باستكشاف تأثيرات الطيران والمقاومة للهواء. ومع ذلك، فإن الدور الحقيقي الذي لعبه العالم المسلم ابن سينا (أفيسينا) كان رائداً حقيقياً. فقد قدم إسهاماته البارزة في كتاب "الشفاء"، والذي يعتبر مرجعاً أساسياً لدراسة حركة الأجسام ضمن الطبقات المختلفة من الجو.
في القرن السابع عشر، شهدنا تطورات كبيرة بفضل أعمال غاليليو غاليلي وريتشارد فارينغايت الذين كشفوا عن قوانين الحركة وحركيّة الجسم تحت تأثير القوى المتعارضة. لكن نقطة التحول جاءت مع إسهامات أسلاف عصر الثورة الصناعية؛ حيث استغل المخترع البريطاني جورج كايزر واكتشافه للمروحية لتطوير أول طائرة مروحية عملية. ثم توالت التجارب والأبحاث حتى وصلنا إلى العصر الذهبي للديناميكا الهوائية خلال الحرب العالمية الأولى والثانية، عندما أثبت الطيار الألماني هانز فون إيمان اختراع المحركات النفاثة والتي غيرت مسيرة التاريخ الحديث بشكل كبير.
ومن بين الأعمدة الحديثة لهذه العلم يمكن ذكر رواد أمثال سيريس هاوس وستيفن ديموند الذين قادوا الطريق نحو تصميم هياكل أكثر كفاءة للطائرات والسفن البحرية. أما بالنسبة لتطبيقات الديناميكا الهوائية العملية فهي تمتد اليوم لاستخدامات متعددة بدءاً من مجال صناعة السيارات وانتهاءً ببناء المباني ذات التخطيط المناسب لمقاومة الرياح الشديدة والتوجيه الأمثل للتكييف الداخلي. وبذلك نرى كيف تنوعت ونمت مجالات التطبيق لهذا الفرع الرائع من الفيزياء ليصبح جزءاً مؤثراً ومؤثراً في حياتنا اليومية وفي مستقبل تقنيات المستقبل أيضًا.