يُجيز الإسلام الاستجمار بالحجر أو المنديل حتى وإن كان الماء متاحًا، وذلك بلا خلاف بين العلماء. الدليل على ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من توضأ فليستنثر، ومن استجمر فليوتر". كما نقل ابن القيم رحمه الله إجماع المسلمين على جواز الاستجمار بالأحجار في زمن الشتاء والصيف.
يشترط في الاستجمار بالأحجار أو ما في معناها أن يمسح ثلاث مسحات فأكثر حتى ينقي المحل، وذلك لما رواه مسلم عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن الاستنجي بأقل من ثلاثة أحجار.
على الرغم من ذلك، فإن الاستنجاء بالماء أفضل، لما رواه مسلم والنسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستنجي بالماء. قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني": "وإن أراد الاقتصار على أحدهما فالماء أفضل؛ لأنه يطهر المحل، ويزيل العين والأثر، وهو أبلغ في التنظيف".
في النهاية، يجوز للمسلم أن يجمع بين الاستنجاء بالماء والاستجمار بالحجر أو المنديل، وهو الأفضل والأكمل. والله أعلم.