في عالم اليوم سريع الخطى والمليء بالتوتر، أصبح البحث عن توازن صحي جسدي ونفسي ضرورة ملحة للعديد من الأشخاص. يلعب الطعام دورًا محوريًا في تحديد نوعية حياتنا بشكل عام، بما في ذلك حالتنا النفسية والعقلية. برزت علاقة تغذيتنا بصحتنا العقلية كمسألة مهمة في السنوات الأخيرة، مع التركيز المتزايد على التأثير الثنائي الاتجاه لهذه العلاقة. دعونا ندخل إلى التفاصيل ونستكشف كيف يمكن لنظامنا الغذائي أن يؤثر بشكل مباشر وسلبي أو إيجابي على صحتنا النفسية.
أساسيات الصحة النفسية والتغذية
قبل الغوص عميقاً في الفوائد المحتملة للمبادئ الغذائية الصحية، يجب علينا فهم ما يعنيه مصطلح "الصحة النفسية". تشير منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أنها حالة من الرفاه الاجتماعي تؤهل الفرد لاستخدام قدراته الطبيعية لإدارة الضغط اليومي لمواجهة الصعوبات وتكون منتجاً ومفيدا للمجتمع. وبالتالي فإن نقص الرعاية الصحية العقلية ليس مجرد غياب للأمراض؛ ولكنه يشمل أيضا القدرة على العمل بشكل فعال داخل المجتمع وداخل النفس البشرية.
ومن ناحية أخرى، تتضمن التغذية جميع العمليات التي يقوم بها الجسم لحرق المواد الغذائية واستخلاص الطاقة منها لتحافظ عليه حيويّاً وصحيحاً. وهي تغطي كل شيء بدءا مما نأكله حتى كيفية هضم أجسامنا له وما إذا كانت هذه العملية تتم بكفاءة أم لا. هناك رابط قوي بين نشاط الدماغ والحالة الذهنية وعادات الأكل. وذلك لأن بعض أنواع الأطعمة تحتوي على عناصر غذائية رئيسية تساهم بطريقة أو بأخرى في إنتاج مادة السيروتونين - وهو الناقل العصبي الذي ينظم الحالة المزاجية والشعور بالراحة والاسترخاء والسعادة -.
تأثير النظام الغذائي على الصحة النفسية
تعكس الدراسات الحديثة وجود ارتباط كبير بين اتباع نظام غذائي غير متوازن وانخفاض مستويات الشعور بالسُّرُور والإنتاج والإنجاز لدى الأفراد الذين لديهم حالات صحية نفسية مثل الاكتئاب واضطراب القلق العام. يرتبط الاستهلاك المرتفع للحلويات المصنعة والأطعمة الدهنية بنسب أعلى من أعراض الاكتئاب وفقًا لتقرير نشرته مجلة Journal of Affective Disorders سنة ٢٠١٨ . بالإضافة لذلك ، أكدت العديد من التجارب العلمية الأخرى خلال العقود الماضية بأن تحسين الوفرة العالية للفواكه والخضر والبروتينات الحيوانية والنباتية والدهون الصحية تلعب أدوارًا هائلة في مجال الوقاية والمعالجة البديلة لأوجاع الصحة العقلانية المختلفة عبر تقليل الأعراض الجانبية لها وتحسن قدرتها علي الحياة اليوميه طبيعيآ.
خاتمة :
إن الإرشاد نحو اختيار الخيارات الغذائية الحكيمة يعد جزءاً أساسياً لبناء مجتمع يتمتع بدرجة عالية من الصحّة العامة والتي تعتبر أحد الحقوق الإنسانيَّة الأساسية لكل فرد وعلى الدولة تحمل مسئوليتها تجاه مواطنيها بتوفير برامج توعويِّة وإعلاميِّة مُتخصصة بهذا الشأن وذلك لفائدة الجميع اجتماعيا واقتصاديّا وتعليميا ودينيًّا أيضًا لما فيه خير العباد والبلدان بإذن الله عز وجل .