وفقًا لأبحاث المؤرخين الإسلاميين، تشير الأدلة التاريخية إلى أن أول صلاة تضمنت الركوع التي صلى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت صلاة العصر بعد رحلة الإسراء والمعراج. هذا الرأي بناءً على دراسات متأنية لعادات الصلاة لدى النبي قبيل تلك الفترة. ومع ذلك، يجب التنويه إلى عدم وجود دليل قطعي لهذا الاستنتاج.
في حين يوجد حديث نبوي يدعم هذا الادعاء، إلا إنه يعاني من ضعف وفقا للمصادر المعتمدة. حيث يقول الحديث: "أوّل صلاة ركَعنا فيها: العصر"، ولكنه ليس بالدليل القاطع لأنه يحتوي على راوي غير معروف أو مشكوك به حسب تصنيفات الأئمة القدامى مثل الهيثمي وابن حجر العسقلاني. لذا يبقى الأصل في هذه المسألة أنها مبنية على اجتهاد علماء الدين وليس معلومة ثابتة بشكل مؤكد من خلال النصوص الدينية.
على الرغم من عدم توفر إجابة نهائية محكمة، يمكننا التأكيد بأن الركن الرئيسي لصلاة المسلمين - أي الركوع - قد بدأ بتطبيقه تحت توجيهات الوحي بعد فترة قصيرة من الإسراء والمعراج. إن فهم تاريخ تطبيق الشعائر المختلفة في الإسلام يساعدنا على تقدير عمق التدريجي للوحي النبوي وتطور عبادة المسلم اليومية.