أحكام الاستحاضة: فهم واضح وسهل

الحمد لله، أحكام الاستحاضة تشبه أحكام الطهر، ولكن هناك بعض الفروق التي يجب معرفتها. أولاً، يجب على المستحاضة الوضوء لكل صلاة، كما قال النبي صلى الله ع

الحمد لله، أحكام الاستحاضة تشبه أحكام الطهر، ولكن هناك بعض الفروق التي يجب معرفتها. أولاً، يجب على المستحاضة الوضوء لكل صلاة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت أبي حبيش: "ثم توضئي لكل صلاة". هذا يعني أنها لا تتوضأ للصلاة المؤقتة إلا بعد دخول وقتها. أما إذا كانت الصلاة غير مؤقتة، فتتوضأ لها عند إرادة فعلها.

ثانياً، عند الوضوء، يجب على المستحاضة غسل أثر الدم وتعصب على الفرج خرقة على قطن لاستمساك الدم. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لحمنة: "أنعت لك الكرسف، فإنه يذهب الدم". ولا يضرها ما خرج بعد ذلك، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت أبي حبيش: "اجتنبي الصلاة أيام حيضك ثم اغتسلي وتوضئي لكل صلاة، ثم صلي، وإن قطر الدم على الحصير".

ثالثاً، الجماع جائز للمستحاضة إذا لم يخف العنت بتركه. والصواب جوازه مطلقاً، لأن نساء كثيرات استحضن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يمنع الله ولا رسوله من جماعهن. بل في قوله تعالى: "فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيض" دليل على أنه لا يجب اعتزالهن فيما سواه. ولأن الصلاة تجوز منها، فالجماع أهون. وقياس جماعها على جماع الحائض غير صحيح، لأنهما لا يستويان حتى عند القائلين بالتحريم والقياس لا يصح مع الفارق.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog indlæg

Kommentarer