في الإسلام، يُعتبر التزين للصلاة أمرًا مستحبًا، حيث أمر الله تعالى المصلي أن يتجمل ويتزين للصلاة، كما جاء في قوله تعالى: "يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد" (الأعراف: 31). هذا التزين للصلاة يزيد عن مجرد ستر العورة، وهو أمر مقصود به التزين لعبادة الله.
بالنسبة للرأس، فهو ليس بعورة بالنسبة للذكور، سواء كانوا بالغين أو غير بالغين. ومع ذلك، فإن ستره بما يناسبه مما جرت به العادة يعتبر من باب الزينة، ويستحب ستره في الصلاة عملاً بقوله تعالى: "يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد". ويتأكد ذلك بالنسبة للإمام لمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليه.
إذاً، على المصلي أن يأخذ زينته للصلاة، وتختلف هذه الزينة من بلاد إلى أخرى بحسب عرفهم. فإذا كان عرف أهل البلاد أن أكمل الزينة هو تغطية الرأس ولبس ثوب "كم طويل"، فإن الدخول في الصلاة على الهيئة الواردة في السؤال (الصلاة في ثوب "نصف كم" والصلاة حاسر الرأس) يكون خلاف ما أمر الله تعالى، وإن كانت الصلاة صحيحة. أما إن كان عُرف أهل البلاد في اللباس هو مثل ما جاء في السؤال، فلا حرج من الدخول في الصلاة على هذه الكيفية.
وفي الختام، ينبغي أن يُعلم أن الحكم يختلف أيضاً باختلاف الثوب نفسه، فقد يكون الثوب ذو الكم القصير جرت العادة في بعض البلاد بلبسه والتزين به، وهنا لا بأس من الصلاة فيه. أما إذا كان هذا الثوب ليس من لباس الزينة، بل يلبسه الرجل في بيته فقط أو عند النوم فقط، فمثل هذا لا ينبغي الصلاة فيه.
والله أعلم.