قد يشعر البعض بالارتباك عندما يسمعون عن "مسح" الأرجل أثناء الوضوء بناءً على آية قرآنية تقول "وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم"، بينما يُعلمنا الدين أن غسل الأرجل أمر مطلوب. دعونا نفك هذه اللبسة ونوضح الأمر.
وفقاً للسنة النبوية الثابتة، يجب غسل القدمين حتى الكعبين وليس فقط مسحهما خلال طقوس الوضوء. وردت أحاديث عديدة تؤكد على ضرورة غسل القدمين، منها حديث عبد الله بن عمرو الذي طلب النبي صلى الله عليه وسلم منه إعادة تنظيف قدميه لأنهما لم يغسلهما جيدًا لتجنب نار جهنم حسب قوله الشريف.
بالنسبة للآية القرآنية نفسها، والتي هي قول الله تعالى "يأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين"، هناك تفسيرات مختلفة حسب طريقة التلاوة. فعندما نقرأ "وأرجلكم" باللام المنصوبة، يعود الأمر لغسل الأقدام مثلما يتم غسل الوجه والأيدي؛ أما عند قرأتها بكسرة اللام ("وأرجلك") فتعتبر المشاركة تكون مع رأس الشخص حيث يجوز وضع شيء كالنعال فوقهما بشرط توافر شروط محددة كما ثبت في الحديث النبوي.
ومع ذلك، فقد اقترح علماء دين آخرون احتمالية استخدام مصطلح "المسح" هنا للإشادة باقتصاد المياه - وهو درس مهم خاصة وأن العرب كانت لديها عادة استهلاك كميات كبيرة جدا من الماء اثناء تطهير القدمين خلال الطقوس الدينية. لذلك ربما عبرت الآية القرانية بطريقة مجازية عن اقتراح عملية اقتصادية لاستخدام الماء.
وفي الأخير، يجدر بنا التأكيد أنه بغض النظر عن وجهة النظر حول كيفية فهم الآية القرآنية، فإن سنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم واضحة بشأن حاجتنا لغسل القدمين.