التحرر من براثن الأدب الغرامي: رحلة نحو الوعي الإسلامي

في عالم مليء بالأصوات المغرية، قد تجدين نفسك غارقة في بحر القصص والروايات العاطفية التي تقدم مشاهد حميمة. رغم كونك امرأة صالحة ومتديِّنة ملتزمة بالحجا

في عالم مليء بالأصوات المغرية، قد تجدين نفسك غارقة في بحر القصص والروايات العاطفية التي تقدم مشاهد حميمة. رغم كونك امرأة صالحة ومتديِّنة ملتزمة بالحجاب، إلا أن هذا النوع من القراءات يمكن أن يثير العديد من المخاطر والمفاسد.

أولاً، قراءة هذه الأنواع من القصص لها تأثير سلبي كبير عندما يتم تناولها في مرحلة الشباب. فهي تحرض الشهوات وتستثير الغرائز، مما يؤدي إلى خلق فضاء لتخيلات خاطئة وعلاقات غير مناسبة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تشغل الكثير من وقتك فيما لا يفيد الدين ولا الدنيا، بل يعود عليك بالمضر غالبًا.

ثانياً، تشمل مخاطر هذه الأنواع من القراءات أيضًا فتح الباب أمام التفكير في العلاقات الشخصية والشوق للأدوار التقليدية للجنس الآخر. وهذا كلّه بعكس تعاليم الدين الإسلامي الذي يحذر بشدة من مثل تلك الأمور عبر أحكام صارمة تضمن فرض رقابة شديدة على النفس لحماية المجتمع من الانحدار الأخلاقي والفكري.

وأخيراً، يشبه الأمر مشاهدة الأفلام الرومانسية حيث ترتفع درجة الخطورة بسبب التجسيم الواقعي للشخصيات وأفعالها والتي غالبًا ما تحتوي علي عناصر فاضحة وصريحة تمس الحدود الحمراء للحريات المسموحة اجتماعياً ودينياً. إن الأفلام هنا تعد أكثر تأثيراً بكثير لأنها تعرض المشاهد بصورة مرئية حيّة مغلفة بموسيقى مزاجية تدعم المناخ العام للعمل. وكل ذلك يساهم بشكل ملحوظ في تنشيط الشهوات والاستجابة للغرائز البشرية الطبيعية.

بالنظر لهذه الحقائق، يجب التأكيد على أهمية الامتناع الفوري عن مثل هذه المواد المثيرة للإغراءات الجنسية حسب تفسيرات حديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حول "زنى النظر". لذا دعونا جميعا نتذكر أنه حين نتجاهل التحذير الرباني ضد الوقوع فريسة لحياة مباحة -فالذنب المتراكمة سوف تسقط ثقيلة على قلبك كي تشعر بثقل خطاياك-. إنها حالة طورت تسميها السنة باسم "الانطفاء"، وهو الظلال السوداء داخل القلب نتيجة انجراف المرء تجاه المنعوت المحرم والذي يستمر حتى يصل الى مستوى يغطي وجه قلب الشخص ككل ويصبح محتقنا بدخان العقوق.

هذه فرصة للتوبة الصادقة وارضاؤك لنفسك بإعادة توجيه اهتمامك نحوالأنشطة الأكثر إنتاجية وفائدة سواء كانت متعلقة بتعلم القرآن الكريمأو دراسات سير حياة الرسول الأعظم سيدنا محمد وآل بيته الطاهرين وكذلك صحابتهم الكرام الذين قدموا نموذجا يحتذى به لكل المسلمين منذ بداية الدعوة الإسلامية الأولى حتى يومنا الحالي وما بعده إلى يوم القيامة. استمتعا باستماعمحاضرات متنوعة تستهدف رفعت روحانية إيمانية وتعزيز الشعور بالاقتراب من الله سبحانه وتعالى برسالته الإلهية المقدسة وذلك ضمن اطاراامثل لأهداف سامية تسعى لتحقيق هداية شامل لفلسفة الحياة بماتعزز سعادتكم الخاصة وخيرالعامة جمعيا!


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات