يمكن للجن بالتأكيد التأثير على البشر من خلال ما يعرف بـ"التلبس"، وهي ظاهرة معروفة وذكرت في القرآن الكريم عندما يقول سبحانه وتعالى: "(الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس)" (البقرة: 275). أكد علماء مثل الشيخ ابن تيمية رحمه الله على هذه الظاهرة التي تتضمن دخول الجن في أجسام الأشخاص.

في حالات الإصابة بالمس، قد يفقد الشخص ذاكرته والعقلانية لفترة معينة، مما يعني أنه لن يتم تحميله الأفعال المرتبطة بهذه الحالة أثناء فترة فقدان عقله ومعرفته. ومع ذلك، فإن شخص مصاب بالمس يبقى مسؤولا عن أي أعمال قام بها قبل ظهور الأعراض أو بعد انتهائها تمامًا. وهذا يشبه حالة اليقظة والمعرفة الكاملة للعواقب.

أما فيما يتعلق بتبعات الأعمال التي تحدث خلال فترات التشويش الذهني بسبب مس الجان، فعند ارتكاب أخطاء مادية كتلف أملاك الآخرين مثلاً، يجب دفع التعويضات اللازمة وفق القانون الإسلامي، سواء للشخص المصاب بنفسه أو ولي أمره. ولكن نظرًا لحالة عدم الاستقرار العقلي وعدم القدرة على اتخاذ القرار بشكل سليم، فإن الجزاء البدني مثل القصاص لا ينطبق هنا. وبالتالي، يلزم فقط تعويض الضحية بناءً على قوانين الملكية الشخصية والأحوال الشخصية حسب التفاصيل الخاصة بكل قضية فردية.

بشكل عام، تؤكد الفقه الإسلامي على أهمية احترام حقوق الجميع وحماية حقوق ملكية الأفراد بغض النظر عن حالتهم الصحية النفسية والقانونية.