على مر العقود الأخيرة، أصبح فهم تأثيرات النشاط البدني على صحتنا العامة أولوية قصوى ضمن المجتمع الطبي والعلمي. وقد برزت دراسات متعددة تؤكد الروابط الوثيقة بين مستويات اللياقة البدنية ووظائف القلب والأوعية الدموية. وفيما يلي نظرة عميقة عن الطرق التي يمكن للنشاط البدني من خلالها المساعدة في تنظيم وظيفة ضغط الدم لدينا.
الضغط الدموي وعلاقته باللياقة البدنية
يمكن تعريف الضغط الدموي بأنه القوة الواصلة للأوعية الدموية والتي تمكن الدم من الوصول بكفاءة لكل أنسجتنا وخلايانا الحيوية. يتم قياس هذه القوة بوحدات تسمى الملليمتر الزئبق (mmHg). تتألف دورة الضغط الدموي عادةً من مرحلتين رئيسيتين؛ الضغط الانقباضي الذي يحدث عند انقباض عضلة القلب (القلب)، ويُمثل أعلى رقم يُذكر أثناء الفحص، بينما يشير الرقم السفلي، وهو الضغط الانبساطي، إلى الحالة التي يستريح فيها القلب قبل الدفع التالي.
تشير العديد من الدراسات البحثية الحديثة إلى وجود علاقة عكسية واضحة بين مستوى التمارين الرياضية ومستويات ضغط الدم لدى الأشخاص بصحة جيدة. بشكل عام، يميل الأشخاص الذين يمارسون نشاط بدني منتظم إلى لديهم معدلات أقل من ضغط الدم مقارنة بمن لا يفعلون ذلك. وذلك لأن ممارسة التمارين الهوائية المنتظمة مثل المشي السريع والجري وتدريبات القوة تعمل على زيادة قوة وكفاءة القلب والأوعية الدموية. نتيجة لهذه العملية المتزايدة، يكون القلب قادرًا على دفع كميات أكبر من الدم مع كل نبضة قلبيه مما يؤدي إلى تقليل عدد مرات ضرباته وبالتالي خفض متوسط مستوى ضغطه.
بالإضافة لذلك، ثبت أيضًا أن التدريب المكثف للقلب والأوعية الدموية يقوي الجهاز الوعائي عبر تحفيزه لتكوين المزيد من الشعيرات الدموية الصغيرة وخفض مقاومتها الداخلية للدم - ما يعرف بالحجم الوريدي المركزي المحسن والذي يساهم أيضاً بخفض الضغوط المحيطة بالقلب والأوعية الأخرى.
ومع ذلك، يجب التنويه هنا بأن الاستعداد الشخصي وحالة الصحة العامة تلعب دوراً هاماً جداً عندما يتعلق الأمر بفائدة أي برنامج رياضي محدد بشأن الصحة القلبيّة الوعائية ولا يجوز اعتبار النتائج قابلة للتعميم بدون استشارة طبية مناسبة وبناء رأي فردي بناء عليها. بالإضافة لما سبق ذكره فإن هناك عوامل أخرى مؤثرة كالوزن والتغذية وغيرهما تستحق الاعتبار أيضا لتحقيق نتائج مثلى لسلوك حياة صحّي ومتوازن يحافظ تماما علي سلامتك ونقاء روحك وجسدك!