الحمد لله رب العالمين، عندما يغادر المرء منزله متوجهاً نحو رحلة سفر، يسعى بين يديه طلباً للأمان والحماية من كل مكروه. وفي الإسلام، هناك العديد من الأدعية المستحبة التي يمكن للمسافر قولها لتحصيل البركة والسلامة طوال فترة سفره وعودته الآمنة إلى أهله.
عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ورد أنه كان يردد دعاء خاص عند بداية الرحلات. حيث يقول: "سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإننا إلى ربنا لمنقلبون". وهذا يعني اعتراف المؤمن بأن جميع نعم الدنيا مستمدة من فضل الله وتقديره، وأن النهاية ستكون رجوعاً إليه عز وجل. ويضيف الرسول الكريم: "اللهم، نحن نسألك في سفرنا هذا الخير كله." وهذه دعوة عامة لتقبل كل خير يأتيني خلال هذه الرحلة والسعادة والراحة فيها أيضاً.
وفي جزء آخر من الحديث نفسه، يشمل الداعي الدعوات الخاصة مثل: "اللهم هون علينا سفرنا هذا"، مما يقصد التخلص من مشاق الطريق والتحديات المحتملة فيه. بالإضافة لذلك، فإن الجمع بين عدة عناصر مهمة كالإخلاص والتوبة والاستغفار أثناء الرجوع يكون محسوباً كذلك تحت بند "أيّابون تائبين عابدون لربنا حميدون".
بالإضافة لهذه الأدعية بالسفرة نفسها، هناك أدعية أخرى ذات أهمية كبيرة قبل البدء بها أصلاً. وفقاً لما نقلته كتب الحديث الشريف عن الصحابي الجليل انس بن مالك رضوان الله عنه، فقد ذكر أن النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال بأنه يجب القول عند الخروج لأجل التجارة مثلاً وغيرها: "بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله"، والذي سيرد عليك أحد الملائكة قائلاً لك: قد تم حفظك وتحصنك وبذلك توجه شيطانك الآخر بعيداً.
هذه ليست رسماً دقيقاً لكل حالات الحياة ولكنها تلخيص موجز لمجموعة متنوعة ومتنوعة من الأدعية والممارسات الإسلامية المتعارف عليها والتي تعتبر فعالة للغاية لإعطاء شعور بالقوة والثبات خلال أسفار الإنسان المختلفة سواء كانت قصيرة المدى أم طويلة منها. إنها مجرد دليل توجيهي وليس قائمة نهائية بكل دعاء ممكن أن يحتاجه الفرد. ولكن بما أنها تستند إلي السنة النبوية فهي بالتأكيد مصدر للحكمة والإرشاد الروحي لعيش حياة سعيدة ومباركة حسب التعاليم الإسلامية.
