في موضوع نفقة علاج الزوجة، هناك رأيان رئيسيان بين العلماء الأجلاء. الجمهور الأكبر من الفقهاء ينصون على عدم إلزام الزوج بتوفير نفقات العلاج لديه زوجته. هذا الرأي يدعمه العديد من المؤرخين مثل الإمام الشافعي والإمام ابن عابدين وغيرهما ممن أكدوا أن الدواء والتطبيب ليست ضرورة يومية مماثلة للغذاء والمسكن.
لكن بعض العلماء ذهبوا إلى وجهة نظر أخرى تعتبر أن نفقة العلاج يجب أن تكون ضمن حقوق الزوجة ضمن ما يسمى "المعاشرة بالمعروف". هؤلاء الفقهاء يرون أن الحاجة للحصول على العلاج أصبحت مؤخراً جزءاً أساسياً من الحياة اليومية تقريباً مثل الغذاء. كما سيتم التأكيد على القيمة الإنسانية لإظهار الرحمة والحنان تجاه شريك الحياة حتى أثناء فترة المرض.
على سبيل المثال، اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية تؤكد على أهمية التعامل بالحسنى مع أفراد المجتمع بشكل عام، وفي حالة الأقرباء -خاصةً-. بينما يشدد البعض الآخر من الخبراء، أمثال الدكتور وهبة الزحيلي، على الحاجة الماسة للأدوية في الوقت الحالي بحيث أصبح الأمر مطابقاً لنفس مستوى الاحتياج للتغذية نفسها أحياناً.
وفي النهاية فإن القرار الأخير بشأن تقديم نفقات العلاج يبقى تحت تصرف الزوج بناءً على قدرته المالية، حيث أنها لا تعدّ حقاً ملزماً قانونياً بموجب القانون المدني الإسلامي التقليدي، ولكنه بالتأكيد عمل يرتبط بالقيم الإسلامية والقوانين غير المكتوبة المتعلقة بالعلاقة الحميمة والعيش المشترك.