يبرز هذا النقاش أهمية تطوير آليات وطنية مستقلة لتحليل ودراسة البيانات الصحية، كرد فعل على المخاطر المحتملة للاعتماد الكامل على التصنيفات والمقاييس الخارجية. يشير نور بناني إلى أن اعتماد مثل هذه الأدوات قد يؤدي إلى فقدان السيطرة المحلية على النظام الصحي، وإبعاد النظام بعيدًا عن تلبية احتياجات المجتمع المحلي وآراء سكانه. يدعو إلى استقلالية أكبر في التعامل مع البيانات الصحية لضمان عكس الواقع المحلي بشكل دقيق.

يرى سفيان الدين العلوي أن هذه الوجهة نظر ضرورية، حيث تؤكد على ضرورة إقامة آليات محلية يمكنها توليد رؤى صادقة وتعكس احتياجات المجتمع بشكل أفضل. من خلال التركيز على الخصوصيات المحلية، يمكن تطوير مؤسسات صحية قادرة على إنتاج بيانات وإحصائيات تعبر بدقة عن الوضع الصحي لدى المجتمع المستهدف.

ومع ذلك، يشير سفيان إلى أن بناء مثل هذه المؤسسات لا يأتي دون تحديات. يتطلب الأمر جهودًا وتمويلًا كبيرين لضمان إنشاء منظمات قادرة على التعامل مع البيانات بموضوعية وشفافية. يطرح سؤالًا حاسمًا: كيف يمكن تمويل هذه المؤسسات؟ يتأثر نجاح الخطة بقدرة البلد على ضمان التمويل المستدام والمصداقية في استخدام هذه الأموال لتحقيق الأهداف المنشودة.

في ختام النقاش، يعبر كلا الطرفين عن رغبتهما في التعاون لتجاوز هذه التحديات. تظل النقاشات حول كيفية تصميم وتنفيذ نموذج يستطيع بناء مؤسسات صحية قادرة على استخلاص رؤى مستقلة دون الاعتماد المفرط على الهياكل الدولية والأجنبية، من أبرز الاهتمامات في هذه المحادثة. يشير إلى فرص لإقامة نظام صحي أكثر شمولًا واستدامة، ولكنه يتطلب التزامًا جماعيًا وتخطيطًا دقيقًا لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.