في الإسلام، يُعتبر الأطفال نعمة عظيمة من نعم الله سبحانه وتعالى، فهم مصدر الفرح لقلب الوالدين وزينة حياتهما. ومع ذلك، قد يحدث أن يلجأ بعض الآباء والأمهات لدعوة شر على أبنائهم بسبب غضب أو استياء. وهنا يكمن الخطأ، حيث يجب التأكيد على أهمية تفادي هذا العبث بالتضرع لله والدعاء للأطفال بالأفضل دائماً.
الدعاء المستجاب: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ولا على أموالكم"، فهذا النهي يؤكد خطورة مثل تلك الأدعية التي ربما تتصادف مع وقت الاستجابة. ويذكر الحديث الآخر فضل دعاء الوالد على ابنه، فالاستجابة مضمونة حسب قول الرسول الكريم: "ثلاث دعوات مستجابات". ولكن هنا نجد توجيها مهماً وهو ضرورة التفريق بين المحبة والخير وبين الانتقام والاستسلام لغضب اللحظة.
الإنصاف والتسامح هما مفتاح التعامل مع أي مشكلة تحدث بين أفراد الأسرة الواحدة. بدلاً من استخدام الوسيلة المقدسة للدعاء بطريقة غير صحيحة، ينصح بأن يتم صرف الطاقة نحو الدعاء لله عز وجل بتوجيه أبنائنا نحو الطريق الصحيح والصالح، طالبين منه توفيقه وتوفيق قلوبهم وإرشادهم للحق.
كما ورد في القرآن الكريم، هناك ضوابط تحكم كيفية قبول أدعيانا عند الله. فعندما يسارع الناس طلبا للشّر، فإن الله جل وعلا يحمي عباده بحكمة شديدة الرحمة؛ فلا يستجيب لدعائهم إلا بما فيه صلاح حالهم وصلاح أمر دينهم ودنياهم معا. وهذا يعني أنه حتى لو دعا أحد أبوينا بسوء لشخص آخر سواء كان شخصا قريبًا كالابن مثلاً، فلن تتم الاستجابة لهذه الدعوة المدمرة إن صدرت عن حالة غليان نفسي أو عاطفية. إنها لحقيقة مهمة للغاية! إذ يشرح ابن كثير رحمه الله قائلاً: "وهذه قاعدة عامة لكل البشر... عندما يتعلق الأمر باستجابة الدعوات من قبل الرب القدير."
ختاماً، دعونا نتذكر دوماً أن الرعاية والحماية الروحية تسري ضمن أسوار بيتنا عبر الحب والإرشاد والإخلاص في الطاعة لله سبحانه وتعالى. وإن احترام مكانة البركة داخل بيت المسلمين يستلزم التمسك بالقيم والمبادئ السامية للإسلام فيما يتعلق بعلاقة آبائه بأطفالهم.