في الإسلام، تُعتبر مسألة الإجهاض قضية حساسة وتحظى باهتمام كبير بين العلماء والمجتهدين. عند دراسة قضايا مثل تلك التي وردت في سؤالك، فإن هناك اختلافات بين المدارس الفقهية المختلفة. ومع ذلك، يمكننا تلخيص الآراء الرئيسية فيما يلي:
وفقاً للقانون الفقهي العام، يُنظر إلى عملية الإجهاض بشكل عام بتشكك كبير، حتى قبل الوصول إلى مرحلة النفخ في الروح - والتي تعتبر عادة بعد الأربعين يوماً من الحمل حسب بعض الروايات. بينما يسمح البعض بذلك تحت ظروف معينة، فإن معظم العلماء يرونه عملاً غير أخلاقي وغير قانوني بمجرد حدوث الحمل.
وفي هذه الحالة الخاصة لك، حيث كانت المرأة حاملاً بصبي من زوجها وبقرار منها قامت بإجراء عملية الإجهاض بناءً على رغبتها الشخصية فقط وعدم رضاها عن الوضع الحالي، فإن هذا العمل يعتبر مخالفاً للشريعة الإسلامية بغض النظر عن سببها الرئيسي للإجهاض. فالقرآن الكريم والسنة النبوية يؤكدان على حرمة الحياة البشرية منذ اللحظة الأولى للحمل.
بالإضافة لذلك، يجب مراعاة حق الأب والأبناء المستقبليين الذين ربما كانوا سيولدون لو تمت المحافظة على الجنين. فالله عز وجل يقول في كتابه العزيز: "ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم" (سورة الأنعام الآية 151).
أما بالنسبة لتوبة المرأة المذكورة وطاعتها، فهي مسؤوليتها أمام الله وحده. وعلى الرغم من صعوبة تحديد الكفارة الواجب القيام بها لهذه الحالة تحديدياً، إلّا إنه يستحب للمرأة التوبة والاستغفار والتضرع إلى الله طلب المغفرة والعودة إلى طريق الحق والخير والإصلاح. ويقع أيضًا على عاتق الرجل الذي طلق زوجته بسبب هذه القضية واجبات تجاه نفسه وتجاه المجتمع؛ فقد ارتكب خطيئة كبيرة باستخدام السلطة والقوة ضد امرأة ضعيفة وضعيفة حاليًا، مما يعكس افتقاره للتعاطف والحكمة اللازمة لحالة كهذه. وينصح الجميع هنا باتباع نهج التعاطف والصفح والعفو وفق تعليماته صلى الله عليه وسلم عندما قال: "ليس الواصل بالمكافيء ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصل".
وبهذه المعلومات العلمانية والفلسفية البسيطة نسعى لتقديم نظرة شاملة ومتوازنة حول موضوع حساس ومثير للجدل داخل مجتمعات المسلمين اليوم.