إذا وجدت نفسك، أيها القارئ الكريم، قد أديت تكبيرة الإحرام لصلاة الظهر لكنك نويت صلاة العصر بشكل غير متعمد أثناء الامامة، وهذا يحدث بسبب البشر والسهو المُمكن لأي شخص، بما فيه الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه، حيث سيظل أمرك مبرراً شرعياً. وفقا للاستشارات الدينية المعتمدة، صلاتك -أيها الإمام- كانت صحيحة وكذلك صلاة مأموميك الذين اعتقدوا بصحتها أيضاً بناءً على عدم معرفتهم بخطأك.
على الرغم من توقفك المؤقت عن الصلاة لاستعادة التركيز ونيتها الصحيحة نحو الصلاة المناسبة (وهنا الظهر)، إلا أنه ليس هناك ضرراً في ذلك. فعندما تتغير نوايا الإمام خلال الصلاة، يحق للمأمومين الاستمرار بمفردهم أو اختيار قائد آخر بين صفوفهم. إن مثل هذه الحالة شبيهة عندما يشعر الشخص بأنه باتحدث وهو محدث، وفي كلتا الحالتين يبقى الأصل سلامة الصلاة.
ومن أمثلة التأكد من أحكام الإسلام العملية ما حدث مع أبي بكر الصديق رضوان الله تعالى عليه؛ إذ قام بتقديم الصفوف بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمرض مرضاً شديداً. وعند تحسن حالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قليلاً وتخطيه للألم، خرج إلى المسجد لتجد أبو بكر يقوم بإمامة الجماعة بالفعل! بدلاً من مقاطعة الوضع الحالي والتسبب في الفوضى، جلس النبي بجوار صديقه القديم واستمر الأخير بالإمامة طوال تلك الفترة قبل أن يستعيد النبي دوره وينهي الصلوات جنبا إلى جنب معه أمام الجموع المنتظرة.
وفي حالتك الخاصة، تنصح الفتوى بأن تعلن عن خطأك فور اكتشافه وتدع الآخرين يعرفون سبب إعادة بداية الصلاة من جديد. أما إذا شعرت بالتردد بشأن مواجهة المزيد من التشتت وسط مصليا خاضعين تماما لحكمته، فتلك دعوة لك لتسليم زمام الأمور لشخص آخر مؤهل ليقود الجميع عبر جزئية المتابعة الأخيرة لهذه الشعائر الهامة. وبذلك لن تثقل هموم هؤلاء الأشخاص الذين آمنوا بك واتبعوك بحرية مطلقة. إنه جانب دقيق ومطلب أساسي ضمن منظومتنا الروحية المشتركة كمجتمع مسلمين ملتزمين بالحفاظ على نهج ديننا الحنيف بروحه الأصيلة وصفائه المقنع لكل الأعمار والأجيال بلا استثناء.