تحليل عواقب قرار ترامب بالانسحاب من سوريا: التحديات الجيوسياسية والأمنية

في خطوة مفاجئة أثارت الكثير من الجدل والانتقاد، قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الانسحاب من سوريا في ديسمبر/كانون الأول عام 2018. هذا القرا

  • صاحب المنشور: كشاف الأخبار

    ملخص النقاش:

    في خطوة مفاجئة أثارت الكثير من الجدل والانتقاد، قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الانسحاب من سوريا في ديسمبر/كانون الأول عام 2018. هذا القرار الذي جاء بعد عدة سنوات من التدخل العسكري الأمريكي في الصراع السوري، ترك العديد من القضايا مفتوحة وجلب تحديات جيوسياسية وأمنية جديدة للمنطقة والعالم.

التأثير على مكافحة الإرهاب

كان أحد الأسباب الرئيسية التي ذُكرت لسبب بقاء القوات الأمريكية في سوريا هو الالتزام بمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). مع انسحاب هذه القوات، ظهرت المخاوف بشأن قدرة التحالف الدولي والدول المحلية على الحفاظ على انتصاراتهما ضد داعش والحيلولة دون عودة ظهور التنظيم مجدداً. إن الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة قد يشجع الجماعات المتطرفة الأخرى على ملء هذا الفراغ والاستفادة منه كفرصة للتمدد والتجنيد.

الدور الروسي والصراع في شمال شرق سوريا

استغلّ الجيش الروسي والفصائل المدعومة من روسيا فراغ السلطة الناجم عن الانسحاب الأمريكي بسرعة كبيرة، حيث قام بنشر قواته في المنطقة الواقعة بين تل رفعت ومنبج شمال حلب. وقد أدى ذلك إلى تصاعد التوترات مع تركيا والتي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية "بي واي دي" منظمة ارهابية وتعارض أي وجود لها قرب حدودها الجنوبية. كما زاد أيضاً من خطر اندلاع قتال مباشر محتمل بين القوات التركية والنظام السوري مدعوماً من موسكو.

الوضع السياسي والمعنوي داخل سوريا نفسها

بالإضافة لهذه الاعتبارات الخارجية، فإن تأثير الانسحاب الأمريكي كان واضحاً أيضا داخل سوريا نفسها. فقد اعتبره البعض خيانة لدعم الولايات المتحدة للحركات السياسية مثل المجلس الوطني الكردي ومجلس سورية الديمقراطية الذين كانوا يعتبرون الحلفاء الأساسيين لبغداد خلال فترة الحرب ضد داعش. وهذا الأمر أعاق جهود تحقيق تسوية سياسية مستدامة في البلاد وأضعف موقف المعارضة المعتدلة أمام نفوذ إيران والنظام السوري.

الآثار العالمية المحتملة

وعلى المستوى العالمي، أظهر قرار الانسحاب حالة عدم الثبات لدى واشنطن وعدم جديتها تجاه التعهدات الدولية مما أثر بالسلب على مصداقيتها لدى الشركاء الدوليين. بالإضافة لذلك، ربما يستخدم بعض اللاعبين الاستراتيجيين الآخرين مثل الصين وروسيا هذه الحالة لتأكيد هيمنتهم وطموحاتهم الإقليمية بعيدا تحت دعايتهم المساندة لحل الصراع بسوريا سياسياً.

الخلاصة والخيارات التالية

مع استمرار التصعيد الأخير للأحداث في إدلب مؤخراً وغيرها من المناطق السورية المختلفة، يبدو أنه حتى وإن كانت هناك نوايا حسنة وراء قرار الانسحاب، إلا أنها خلقت المزيد من عدم اليقين والاستقرار غير المؤكد للسوريين وللمجتمع الدولي. وبالتالي، يتطلب الأمر الآن مراجعة دقيقة لما حدث واستخلاص الدروس منها للتحضير لأي تحولات مستقبلية تعكس الأمن والسلام المستحقان لسوريا وشعوبها الم


كوثر التازي

8 مدونة المشاركات

التعليقات