يجوز للمرأة الكشف عن وجهها وجسدها بالكامل أمام عم أمها وخالها؛ لأنهم يُعتبَرون محارم لها ويحلُّ زواجهن بها شرعاً. يدعم هذا الرأي آيات قرآنية عدة، ومن أهمها قوله تعالى في سورة النساء، الآية 23: "حرّم عليكم أمهاتكم وبناتكم...". تشمل هذه الآية جميع الأقارب الذين حرم الإسلام نكاحهم، بما في ذلك بنات الأخ وبنات الأخت بغض النظر عن مستوى قرابتهم.
وقد أجابت لجنة دائمة للإفتاء على استفسارات حول الموضوع، مؤكدة أنه يمكن للمرأة كشف جسمها وزينتها بشكل عام عندما تكون مع خال أمها وعمها، تمامًا كما تفعل مع أقارب آخرين ممن هم أحرار لنفسها. يتمتع الرجال المذكورون بمكانة خاصة بحكم كونهم أعمام وعمات الزوج وليس زوجاتهم البيولوجية؛ مما يسمح لكليهما بالتفاعل بحرية ضمن حدود الأدب العام والتقاليد الاجتماعية المناسبة.
كما أكدت الفتوى أنه بالإضافة إلى الكشف غير المشروط للعائلة المقربة، فإن لمس اليد المصافحة مسموح أيضًا بين الشخص والجنس الآخر بشرط عدم وجود فارق قانوني يحظر المس بشخصيته المعاكسة جنسيًا. وينطبق الأمر نفسه على العناق والمعانقة حسب الظروف. توفر هذه المرونة التشغيلية طريقة عملية للتوافق مع متطلبات الثقافة الإسلامية المتنوعة مع الاستمرار في احترام الحدود الطبية والفلسفية الضرورية للحياة المجتمعية الصحية والعائلية.
وفي النهاية، تجدر الإشارة إلى أن أي تعديلات مطروحة يجب تطبيقها وفق السياقات الثقافية والدينية الخاصة بكل مجتمع مسلم فرديًا، وذلك لتجنب الخلط المحتمل وضمان فهم شامل وحقيقي للدين الذي يعكس النصوص الرئيسية والقيم العالمية التي وضعها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.