الحمد لله الذي وفقك للسعي نحو فهم ودراسة أمور دينك. إن تسليط الضوء على حرصك المشكور على تعليم الآخرين يعد دلالة واضحة على إيمان عميق ورغبة صادقة في خدمة المجتمع المسلم.
وفق قول سيدنا محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْر"، فهذه دعوة لنا جميعًا لنشجعكم بشدة للاستمرار في مسعاك ذاك. فأنت بالتأكيد ستنال ثناءًا من الأعلى وستكون بوابة لتقديم معرفتك لمن حولك نحو الطريق المستقيم.
لكن يجب التنبيه أيضًا أنه ينبغي للمدرس والمعلم أن يتمتع بفهم عميق لما يعلمونه. فلست مطالباً بأن تعرف كل التفاصيل الصغيرة ولكن حفظ الجوانب الرئيسية والإلمام بها هو المعيار الواجب تحقيقه. فالرسالة التي أبقاها رسولنا الكريم حتى لو كانت عبارة عن آية واحدة تدل على أهميتها الكبيرة والتزامنا بنقل المعلومات بشكل صحيح. لذا، سواء كنت عالمًا كبيرًا أو طالب علم مجتهدًا، المهم هو المعرفة والثقة بما تقوم بتدريسه وتحليكه للأخرين. وقد أكد العالم الكبير الشيخ ابن عثيمين بأنه لا يشترط بلوغ أعلى درجات العلم ولكنه مطلوب أن يكون لديك فهم واضح لما تقدمه للدعاة والمحتاجين.
وفي الأخير، ندعوك لاستمرارية التعلم عبر المنصات المتاحة مثل المحاضرات الصوتية الخاصة بعلماء معروفين وثقات. خاصة تلك المتوفرة والتي تشمل العديد من الموضوعات والعناوين المختلفة مما يمكن أن يساعدك على توسيع خبرتك ومعرفتك. نسأل الله عز وجل التوفيق والسداد لكل المسلمين وللعاملين في سبيل نشر الحق والخير.