يجوز للمسلم أن يعزي الكافر في حالة وفاة أحد أقاربه، بشرط أن يكون الهدف من التعزية هو رغبتهم في الإسلام أو دفع أذاهم عنه أو عن المسلمين. هذا ما أكدته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية، حيث ذكرت أن "إذا كان قصده من التعزية أن يرغبهم في الإسلام فإنه يجوز ذلك، وهذا من مقاصد الشريعة، وهكذا إذا كان في ذلك دفع أذاهم عنه، أو عن المسلمين؛ لأن المصالح العامة الإسلامية تغتفر فيها المضار الجزئية".
في هذه الحالة، لا يُدعى للميت بالمغفرة والرحمة أو دخول الجنة والنجاة من النار، بل يُقال جبر الله مصيبتكم أو أخلف عليكم أو نحو ذلك. هذا الحكم الشرعي مستند إلى مبدأ المصالح العامة الإسلامية التي تغتفر فيها المضار الجزئية.
ومن المهم التنبيه على أن الذهاب مع الكفار في جنائزهم أو المشاركة في دفن الكافر لا يجوز، لأن ذلك يشمل التعظيم له والتطهير، وهو ما يشابه الصلاة عليه، وهي محرمة بنص القرآن الكريم.
وبالتالي، يمكن للمسلم تعزية الكافر في حالة وفاة أحد أقاربه، مع مراعاة عدم الدعاء للميت بالمغفرة والرحمة أو دخول الجنة والنجاة من النار، وعدم المشاركة في جنازته أو دفنه.