حكم بيع المجوهرات بدون تحديد الكمية: هل يشمل الغبن الفاحش؟

في الإسلام، لا يجوز بيع الذهب أو أي سلعة أخرى دون معرفة وزنها ومواصفاتها بدقة، لأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم نهى عن "بيع الغرر"، وهو ما يعرف بالجه

في الإسلام، لا يجوز بيع الذهب أو أي سلعة أخرى دون معرفة وزنها ومواصفاتها بدقة، لأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم نهى عن "بيع الغرر"، وهو ما يعرف بالجهالة أو عدم اليقين في عقد البيع. هذا لأنه يمكن أن يؤدي إلى ضرر كبير للمشتري إذا لم يكن لديه معلومات كافية حول السلعة المباعة.

إذاً، عندما تقوم بتسويق موكيت وسجاد يحتوي على ذهب دون تحديد وزنه الصافي، فهذا يعد ضمن نطاق "بيع الغرر" المحرم شرعاً. حيث إن المشتري لن يعرف مقدار القيمة الفعلية للذهب الذي يقوم بشرائه، مما يعرضه للإحتيال المحتمل والخسارة المالية. لذلك، يجب أن تحدد بشكل واضح كمية الذهب الموجودة في تلك المنتجات قبل إجراء عملية البيع لتجنب الوقوع تحت طائلة التورط في المعاملات التجارية المحظورة دينياً.

ومع ذلك، هناك بعض الحالات التي يتم فيها قبول قدر صغير من الغرر بشرط وجود حاجة ملحة له وعدم القدرة على تفاديها دون تكلفة زائدة كبيرة. ولكن في حالتنا هنا، فإن احتمال الخسارة أمر وارد وليس شرطاً للحاجة الملحة، وبالتالي لا ينطبق الاستثناء. لذا، يلزم توخي الدقة عند تقدير وتحديد كميات وحجم قطع الذهب داخل المواد الأخرى مثل الموكيت والسجاد عند القيام بعروض البيع الخاصة بك.

وفي النهاية، توصية الفقهاء هي بذل قصارى جهدك لتقدير كميات الذهب بدقة ممكنة بناءً على الظروف المتاحة لديك. ومن ثم يمكنك إبرام اتفاقية بيع واضحة ودقيقة تعكس حجم وفائدة الصفقة بشكل عادل لك ولعملائك أيضاً بما يتماشى مع مبادئ العدل والاستقامة المنصوص عليها في التشريع الإسلامي.


الفقيه أبو محمد

17997 blog messaggi

Commenti