حكم أكل الخل: حكم شرعي واضح

الحمد لله، الأصل في الأطعمة أنها حلال، ما لم يثبت دليل على تحريمها. وقد أكد القرآن الكريم ذلك بقوله تعالى: "ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح ف

الحمد لله، الأصل في الأطعمة أنها حلال، ما لم يثبت دليل على تحريمها. وقد أكد القرآن الكريم ذلك بقوله تعالى: "ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين" (المائدة: 93). كما قال الله تعالى: "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا" (البقرة: 29).

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أكل الخل، بل ومدحه وأثنى عليه. روى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهله الإدام، فقالوا: ما عندنا إلا خل، فدعا به، فجعل يأكل به، ويقول: "نعم الإدام الخل، نعم الإدام الخل". الإدام هو ما يؤكل مع الخبز.

وبناءً على ذلك، فإن الخل حلال ويجوز أكله وشربه، سواء كان من العنب أو غيره. ولا خلاف بين الفقهاء في جواز ذلك. حتى لو كان الخل قد تخلل من الخمر، فإن له حالتين: الأولى أن يتخلل بغير قصد، فهو حلال وطاهر عند جماهير أهل العلم. والثانية أن يتخلل بقصد، وقد اختلف العلماء فيها، لكن الأقرب إلى الصواب هو القول الأول لحديث أنس المتقدم.

والله أعلم.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات