• صاحب المنشور: أمجد بن عبد الله
  
  ملخص النقاش:
  ## مراجعة نقدية لكتاب "الفلسفة الإسلامية: رحلة عبر الزمن"

يعد كتاب "الفلسفة الإسلامية: رحلة عبر الزمن" الذي ألّفه الدكتور عبد العزيز بن محمد الدويش دراسة شاملة ومتعمقة لتاريخ الفلسفة الإسلامية منذ نشوئها حتى العصر الحديث. يستكشف الكتاب مختلف المدارس الفكرية والفلاسفة الذين أثروا الحضارة الإسلامية، ويقدم قراءة تحليلية لمختلف الآراء والنظريات التي طرحوها.

يتناول الفصل الأول تاريخ الفلسفة اليونانية القديمة وأثرها على الفكر الإسلامي، مع التركيز على أعمال أفلاطون وأرسطو وكيف تم تفسيرها وتطبيقها في السياق الإسلامي. ثم ينتقل الكاتب إلى الردود الأولى للفلاسفة المسلمين مثل الكندي والفارابي وابن رشد على هذه الأفكار اليونانية، مما يوضح كيف طوّر هؤلاء المفكرين الفلسفة الإسلامية الخاصة بهم.

في الفصل الثاني، يتم استعراض مساهمات الخوارزمي الكبير إبراهيم الفزاري، المعروف باسم ابن سينا أو الشيخ الرئيس، حيث يشرح المؤلف تأثير فلسفته الإلهية والشخصية الإنسانية في الثقافة الإسلامية والعالم الغربي لاحقًا. كما يتطرق إلى إسهامات ابن باجة وابن طفيل وفكرة وجود الله وما بعد الطبيعة.

يعرض الجزء الثالث الأساسيات المنطقية لأبي نصر الفارابي، أحد أهم منظري الدولة الإسلامية وفقًا للكاتب، بالإضافة إلى شرح تفاصيل نظرية المعرفة لديه واستخدامه للأدوات الرياضية في الاستدلال. كذلك، يقيم دور غياث الدين الكاشاني وإسهاماته البارزة في مسائل الأخلاق والنفس البشرية والمعرفة الشمولية والتكامل بين العلم والروحانيات.

يمثل القسم الرابع مرحلة جديدة بفلسفتها الجوهرية، والتي تعتبر رد فعل ضد التأثير الأكاديمي المتزايد داخل المجتمع المسلم آنذاذاك. هنا، يركز المؤلف على شخصيتي عبد الكريم بن هوازن الجيلي ومحمد بن علي الصائغ، اللذَين سعى كل منهما لنشر رسالة ذات طابع روحاني أكثر تشددًا وعزوفا عن المادية بطريقة تدعو للتأمل الذاتي والإصلاح الروحي.

وفي ختام الكتاب، يحلل د.الدويش التطور المستمر للفلسفة الإسلامية خلال القرن العشرين وما بعده، مستعرضًا وجهات النظر المختلفة للمفكرين المعاصرين مثل محمد قطب والمنصور الحلاج وغيرهما ممن حاولوا إعادة تصور مفاهيم فكرية قديمة بتعاليم حديثة تتوافق مع متطلبات المجتمع الحالي برؤى منطقية ومنفتحة. ومن ثم، يسدل ستاره حول هذا النهج الجدلي المهيكل لفهم حركة الفكر الإسلامي عبر مجموعة واسعة من المواضيع والأفكار المؤثرة التي ظلت قائمة لعصور مختلفة ولغات عديدة متجاوزة بذلك حدود مكان وزمان واحد لينضم للقائمة الطويلة لإنتاجات أدبية علمية مميزة تناولتها المكتبة العالمية باعتبارها مرجعaq أساسيين لبناء فهم أوسع للتراث المعرفي للإنسانية جمعاء.

هذا العمل البحثي الواسع يشكل إضافة نوعية لساحة الأدب العربي العام يدفع بها نحو مزيدٍ من الدراسات المقارنة والحوار العالمي المثمر تجافي الانعزال والاستقطاب لصالح حرية التفكير المنفتح