هل يمكن الوضوء من مياه حمامات السباحة؟ نظرة شرعية واضحة.

في الإسلام، يتمتع الماء بمكانة خاصة كعامل رئيسي في الطهارة والصلاة. وفقاً للشريعة الإسلامية، تعتبر جميع أنواع المياه طاهرة بطبيعتها ما لم تتلوث بالنجا

في الإسلام، يتمتع الماء بمكانة خاصة كعامل رئيسي في الطهارة والصلاة. وفقاً للشريعة الإسلامية، تعتبر جميع أنواع المياه طاهرة بطبيعتها ما لم تتلوث بالنجاسات التي تؤثر عليها وتسبب تغيرات واضحة في الرائحة أو اللون أو المذاق.

بالتالي، فإن مصدرًا للمياه مثل مسبح السباحة يعتبر نقياً وطاهراً حتى لو سبح به الأطفال الذين قد يكونون سببًا محتملًا لتلويث المياه عن غير قصد. ومع ذلك، يجب التأكد بشكل مستمر من سلامتها وعدم تغيير خصائصها بسبب أي نوع من النجاسات.

نصحت هيئة الاستشارات الدينية السعودية - لجنة الإفتاء الدائمة - بأن "الأصل في الماء هو الطهارة". لذلك يستند حكم استخدام هذه المياه في الوضوء إلى ثلاثة سيناريوهات:

1. اليقين بالطهارة: إذا تأكدنا تماماً من نظافة الماء واستخدامه ليس له تأثير سلبي واضح، فالوضوء باستخدام هذا الماء مشروع ومقبول.

2. الشك في النجاسة: وإن كنّا متشككين فيما إذا كانت هناك نجاسة أدت للتغيير الكيميائي للمياه، فلا يجوز الاعتماد على تلك المياه للوضوء لأن الأصل هنا هو عدم الطهارة.

3. الشك بلا يقين: وعندما نشعر بشيء بين الأمرين، فلابد لنا حينئذٍ من افتراض استمرار حالة الطهارة الأصلية للمياه استنادا لأحكام الفقه الإسلامي والتي تقضي باستصحاب الحالة الأولى قبل ورود دليل بخلافها.

بهذه الطريقة البسيطة والنابعة مما ورد في السنة النبوية وسائر الأدلة الشرعية المتعلقة بهذا الموضوع، يتوفر أمام المسلمين مرجع دقيق وثابت حول مدى صلاحية المياه المستعملة لحمامات السباحة للاستخدام الروتيني كالوضوء مثلاً.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات