في سورة يونس، الآيات 62-64، يُوضح الله سبحانه وتعالى صفات أولياءه. يُعلن الله أنه "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" وأن هؤلاء الأشخاص هم "الذين آمنوا وكانوا يتقون". بحسب تفسير العالم القرآني الكبير ابن كثير، فإن مصطلح "أولياء الله" يشمل جميع المسلمين الذين يؤمنون ويتقون. ومع ذلك، هناك مستويات مختلفة لهذه الولاية بناءً على مدى التقوى والإيمان.
\*\*درجات الولاية بحسب الفقهاء:\*\*
1. **الظالم لنفسه**: هذا هو المسلم العاصي الذي لديه نوع من الولاية بسبب إيمانه وبعض الأعمال الصالحة.
2. **المقتصد**: هو مسلم ملتزم بفرائض الدين ويتجنب محظوراته، لكنه قد لا يقوم بالأعمال المستحبة بشكل كامل. هذه الدرجة أعلى من الأولى.
3. **السابق بالخيرات**: هذا النوع من المسلمين ليس فقط يؤدي الفرائض ويبعد نفسه عن المحرمات، بل يحرص أيضاً على أداء أعمال النوافل بصورة كبيرة.
ومن الجدير بالذكر أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قسم الأولياء أيضًا إلى مجموعتين: العامة والخاصة، حيث تكون الخاصة (الصالحين والعاملين) في المرتبة الأعلى. والنبوة تعتبر أعلى درجة من درجات الولاية حسب تفسيرات الشيخ ابن تيمية.
هل الولاية حكر على أحد؟
لا، الولاية ليست مخصصة لشخص بعينه. فهي متاحة لكل من يؤمن ويتقى بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي أو الثقافي. ويشدد علماء الدين مثل ابن عثيمين على أن أولياء الله هم المؤمنون المتقون، بينما الآخرون لا يصلون إلى مرتبة الولاء الكاملة إلا إذا كانوا مؤمنين ومتقين بطبيعتهم.
هل تبيح الولاية فعل المحرمات وترك الواجبات؟
لا، الولاية لا تعني امتناع صاحبها عن ارتكاب المعاصي أو تركه للأوامر الإلهية. إن الولاية هي علاقة خاصة بين المرء وخالقه مبنية على الطاعة والإخلاص والتقوى الصحيحة.
استخدام عبارة أصحاب الله أو الأولياء؟
يمكن استخدام هاتين العبارتين لوصف مجموعة المؤمنين الذين لهم مكانة خاصة لدى الله بسبب تقواهم وإيمانهم. ومعنى "أهل القرآن" يعود لقارئي القرآن وحفاظه وعاملي أحكامه القائمين به على الوجه الأكمل؛ أما "أهل الله"، فهو يعني أولياؤه المنتخبون والمتصفون بشخصيته الحميدة وصفاته الرشيدة. إنها طريقة للحفاظ على احترام وتقديس دور ونبل هؤلاء الأفراد الروحي والديني العميق أمام المجتمع ككل.