أزمة المناخ والزراعة المستدامة: الطريق نحو مستقبل مغذّي ومستدام

في السنوات الأخيرة، برزت تحديات بيئية خطيرة مثل تغير المناخ كواحدة من أهم القضايا التي تواجه الإنسانية. هذا التغير ليس له تأثير مباشر على البيئة فحسب

  • صاحب المنشور: يزيد الدين المقراني

    ملخص النقاش:
    في السنوات الأخيرة، برزت تحديات بيئية خطيرة مثل تغير المناخ كواحدة من أهم القضايا التي تواجه الإنسانية. هذا التغير ليس له تأثير مباشر على البيئة فحسب ولكنه يؤثر أيضاً بشكل كبير على قطاع الزراعة الذي يعد العمود الفقري للاقتصاد العالمي. إن تحقيق الأمن الغذائي وتحقيق الاستقرار الاقتصادي يعتمدان إلى حد كبير على قدرة القطاع الزراعي على التكيف مع الظروف الجوية المتطرفة والتغيرات البيئية الأخرى الناجمة عن أزمة المناخ.

تحمل الأزمة المناخية العديد من العواقب المدمرة للقطاع الزراعي حول العالم. تشهد المناطق الزراعية الرئيسية تقلبات جوية غير متوقعة تتضمن فترات طويلة بدون هطول الأمطار أو الفيضانات المفاجئة، وكلها تؤدي إلى خسائر كبيرة في المحاصيل وتؤثر بشدة على إنتاجية المزارعين وانتظام تدفق الغذاء للسكان المحليين والمجتمع الدولي. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع درجات الحرارة العالمية يمكن أن يحول بعض المناطق الحالية الأكثر خصوبة إلى مناطق صحراوية غير صالحة للزراعة مما يقلل المساحة الأرضية المتاحة لإنتاج الغذاء.

وعلى الرغم من هذه التحديات الكبيرة، هناك فرصة لتحويل هذا الوضع السلبي إلى حالة ايجابية من خلال تبني ممارسات زراعية أكثر استدامة. تستطيع المزرعة الذكية اعتمادًا على التقنيات الحديثة واستخدام الأساليب العلمية للحفاظ على موارد التربة والمياه والحفاظ كذلك على غطاء النبات الطبيعي للمساهمة في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة المرتبطة بالأنشطة البشرية. الصناعات الحيوانية والنباتية ليست مجرد مورد للغذاء ولكن أيضا مصدر رئيسي لانبعاث ثاني أكسيد الكربون حيث تساهم بصورة مباشرة وغير مباشرة بأكثر من ١٤٪؜ من الانبعاثات العالمية حسب الدراسات الصادرة حديثاً عن برنامج الامم المتحدة للبيئة "UNEP". لذلك ، فإن عملية التحول نحو نموذج زراعي يستند للتكنولوجيا الخضراء ويولي اهتمام أكبر لاستعادة الرقعة الخضراء داخل النظام الزراعي ستكون لها عوائد عديدة منها زيادة الإنتاجية وتعزيز القدرة المجتمعية على تحمل المخاطر وبالتالي تعزيز الأمن الغذائي.

كما أنه ينبغي النظر لتغيير سياسيا الحكومات لدعم الانتقال نحو نظام غذائي أقل اعتمادا اللحوم والأطعمة ذات البصمة الكربونية الضخمة وذلك عبر تقديم حوافز مالية لانتشار البدائل الصحية المنتجة محليا بتكلفة أقل وأعلى قيمة غذائية مثل الفاصولياء والبقوليات بأنواعها المختلفة وما شابهها مما يسهم حتى بالنظر بعيدا قليلا فينا تحسين الصحة العامة وخفض تكلفة رعاية المرضى الذين يعانون أمراض مرتبط بعدم اتباع نظام غذائي متوازن خاصة مرض السرطان والسمنة المصاحب للإصابة بالأزمات القلبية والدماغية وهو ما يفسر أيضا تزايد حالات الوفيات المبكرة بسبب تلك المشكلتين عالميا منذ العام ٢٠١٥ وفق منظمة الصحة الدولية WHO . أخيرا وليس آخرا يبقى دور التعليم الهام جدا لنشر ثقافة جديدة بين عامة الناس لفهم مخاطر الاعتماد الكبير علي الأنواع عالية الطاقة كاللحوم بجانب ضرورة إدراك دور الفرد الواحد بمشاركته الصغيرة لكن مجتمعة قادرة تغيير مسار التاريخ لصالح الاجيال المقبلة والتي سوف تكون بلا شك أمام مواجهة تحديات مشابهة لو لم يتم احتوائها حالياً بطريقة مدروسة ومنظمة ترتقي بخطط العمل الوطنية والإقليمية والعالمية لتلبية الطموحات المعلنة لأهداف التنميه المستدامه SDG's وهي خارطة طريق طموحه بالفعل وعلى الجميع الوقوف خلفها ودعمها بكل قوة وإدراك حجم المهمة الشاقة المطروحة امام الحكومات والشركات الخاصة والقائمين بهذه المهنه الهامّة - الزراعــة.-


رتاج العياشي

6 مدونة المشاركات

التعليقات