- صاحب المنشور: الزياتي بن زكري
ملخص النقاش:
في ظل التطور التكنولوجي المتسارع الذي يشهد العالم اليوم، أصبح التحول نحو التعلم الرقمي أمرًا ضروريًا ومستمرًا. المملكة العربية السعودية، التي كانت دائمًا رائدة في تبني تقنيات جديدة لتحسين جودة التعليم، تقدم تجربة مثيرة للاهتمام مع استمرارها في هذا المسار. يسعى هذا المقال إلى تسليط الضوء على الحقائق والأرقام التي تعكس التقدم المحرز حتى الآن وتحدد الاتجاهات المستقبلية لهذا التحول الثوري في القطاع التعليمي بالمملكة.
**1. توسع البنية التحتية للتعليم الإلكتروني**
بحسب وزارة التعليم بالمملكة، فقد تم تطوير أكثر من 20 ألف مساق رقمي عبر المنصة الوطنية للتعليم الافتراضي "مدرستي". كما بلغ عدد الطلاب الذين يستخدمون هذه المنصة حوالي مليون طالب وطالبة خلال عام 2021 فقط. بالإضافة إلى ذلك، حققت الجامعات الحكومية والخاصة تقدماً ملحوظاً فيما يتعلق بالبرامج الأكاديمية المعتمدة جزئياً أو كلياً على الوسائل الرقمية. وفق دراسة حديثة أجرتها مؤسسة الملك خالد الخيرية، فإن نسبة استخدام الحواسيب الشخصية بين طلاب المدارس المتوسطة والثانوية بلغت 95%.
**2. السياسات الداعمة للتحول الرقمي**
لا يكمن نجاح التحول الرقمي في توفير التقنيات فحسب؛ بل يعتمد أيضاً على وجود سياسات داعمة لهذه العملية. وفي هذا السياق، صدرت العديد من القرارات الرسمية لدعم التعليم الرقمي في المملكة. ومن أشهر تلك القرارات مشروع "تحويل جميع المناهج الدراسية للمراحل الأساسية والمتوسطة والثانوية إلى محتوى رقمي"، والذي بدأ تنفيذه رسميًا منذ العام الدراسي الحالي 2023/2024.
**3. تحديات وتحسينات مستقبلية**
رغم المكاسب الكبيرة التي تحققت، هناك بعض التحديات الواجب مواجهتها لضمان الاستدامة الفعالة لهذا التحول. تشمل هذه التحديات احتمالية اختلاف معدلات الوصول إلى الإنترنت بين المناطق المختلفة، مما قد يؤثر سلبًا على تكافؤ الفرص التعليمية. كذلك، تعد تدريب المعلمين والمعلمات على كيفية دمج التقنيات الحديثة داخل الفصول الدراسية أحد العناصر الأساسية لاستكمال عملية التحول الناجحة. ربما تستلزم هذه الخطوة إنشاء مراكز للتدريب والتطوير المهني خصيصًا لتلبية احتياجاتهم التدريبية المتنوعة.
**4. دور الأنظمة الذكية والحلول المتكاملة**
بدأت عدة جامعات سعودية بتطبيق حلول ذكية متعددة الأوجه بهدف زيادة الجاذبية الأكاديمية وتعزيز التجربة التعليمية الشاملة. فعلى سبيل المثال، تعمل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن حاليًا على بناء نظام جامع معلومات الطالب يسمح بإدارة بياناته بطريقة دقيقة وآمنة. بينما تقوم جامعة القصيم بتطوير أنظمة إدارة المشاريع البحثية والتي تسم