الحمد لله. يُمنع المحرم -ذكرًا كان أم أنثى- من حلق شعره أو تقصيره أثناء فترة الإحرام، وذلك وفقاً لما ورد في القرآن الكريم في الآية رقم 196 من سورة البقرة "ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله". واتفق علماء الدين على هذا الحكم، ولكن هناك اختلاف حول مسألة امتشاط الشعر سواءً بالتسريح أو باستخدام المشط.
وفقاً لبعض آراء العلماء، فإن مجرد امتشاط الشعر ليس محظوراً بالإحرام طالما أنه لا يؤدي إلى سقوط الشعر. ومع ذلك، يوجد خلاف حول مدى ملاءمة ذلك بالنسبة للمحرم. فالبعض يرى أنه مباح تمامًا، بينما ذهب البعض الآخر إلى اعتبار الأمر مكروهًا نظرًا لأن التسريح peut يؤدي بشكل غير متوقع لسقوط الشعر، مما يعد خرقًا لحرمات الإحرام. وهناك رأي آخر يعتبره كراهة بناءً على الاعتبار نفسه.
إذا وقع الشك بشأن ما إذا كان الشعر الموجود في المشط قد سقط نتيجة للتسريح أو كان موجودًا بالفعل قبل العملية، فلا يعود على الشخص أي فدية؛ نظراً لعدم التأكد التام من كون الشعر مقطوعاً خلال عملية التسريح. هذا هو الرأي الذي اعتبره العديد من فقهاء الإسلام مثل النووي والبصري وغيرهما.
وفي النهاية، أفضل حل يمكن اتباعه هو تجنب التسريح قدر المستطاع، وذلك احتراماً لحدود الإحرام ومراعاة لأمر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالحفاظ على حال التشعث والأغبرة.