1
هاجس الجنّ ومُلقي الشعر ..
نورد هذه القصة من كتاب: جمهرة أشعار العرب لأبي زيد القرشي.
يقول الشاعر العربي الشهير "الأعشى" أنه عندما كان في طريقه إلى اليمن ليصل إلى "قيس بن معد يكرب" ، أظلم عليه الليل وأمطرت السماء مطراً غزيراً ،
فأراد مكانا يلوذ به عن المطر ، https://t.co/JATKHVC0Wz
2
فرأى من بعيد "خباء" وهو بيت من شعَر أو خيمة من بيوت الأعراب ،
وحينما وصل إليها ، وجد عندها شيخا كبيرا مشوه الخلقة بلحية بيضاء كثيفة ، فأدخله الشيخ الخيمة فقال له :
إلى أين تقصد ؟
قال : أنا الأعشى ، ميمون بن قيس ، وأقصد اليمن إلى قيس بن معد يكرب ..
3
قال الشيخ :
أنت الذي مدحته بقصيدة ؟ ..
فقال الأعشى :
نعم ..
قال الشيخ
هل تريد أن تنشدنيها ؟ ..
قال الأعشى :
"رحلت سُمية غدوة أجمالها .. غَضبى عليك فما تقول بدا لها" إلى آخر القصيدة ...
فطلب منه الشيخ قصيدة أخرى ..
4
فقال له القصيدة الشهيرة :
"ودع هريرة إن الركب مرتحل .. وهل تطيق وداعاً أيها الرجل" ..
فاستوقفه الشيخ الكبير وقال :
من سُمية و من هريرة ؟ ..
قال الأعشى :
لا أعلم ، ولكنها أسماء انطلقت في روعي فقلتها ..
قال له الشيخ :
هل تعلم من سُميهةو هريرة ؟
قال الأعشى :
لا ! ..
5
فنادى الرجل الكبير :
أخرجي يا سُمية و يا هريرة ..
فخرجتا فكانتا فتاتين طولهما لايتعدى خمسة أشبار ،
فارتعد الأعشى خوفاً ،
فقال : من أنت ؟ ..
رد الشيخ :
أنا هاجسك من الجنّ ومُلقي الشعر على لسانك ،
أنا مسحل ابن أثاثه ،
وهؤلاء بناتي هريره و سُمية ! .