حفظ الدين: بين التكفل الإلهي والأسباب البشرية

يُثير البعض تساؤلات حول دور الدعاة في خدمة الإسلام، مدعيين أن الله سبحانه وتعالى قد تكفل بحفظ هذا الدين، وبالتالي فإن جهود الدعاة عبث لا داعي له. ولكن

يُثير البعض تساؤلات حول دور الدعاة في خدمة الإسلام، مدعيين أن الله سبحانه وتعالى قد تكفل بحفظ هذا الدين، وبالتالي فإن جهود الدعاة عبث لا داعي له. ولكن هذا الرأي ينطوي على سوء فهم عميق. إن الله سبحانه وتعالى قد تكفل بحفظ الدين، ولكن ليس دون أسباب بشرية.

إن إنكار الأسباب هو من الضلال في الدين والسفه في العقل. فالله سبحانه وتعالى حكيم، ولا تكون الأشياء إلا بأسباب. وقد أكد القرآن الكريم على هذا المبدأ بقوله: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" (الحجر: 9). فالله سبحانه وتعالى يقدر الأسباب لحفظ هذا الدين.

وعلى مر التاريخ، نجد أن علماء السلف الذين حفظ الله بهم دينه من البدع العقدية والعملية، كانوا يتكلمون ويكتبون ويبينون للناس. وهذا يدل على أن حفظ الدين يتطلب جهودًا بشرية، مثل نشر الدين، وبيانه للناس، والدعوة إليه.

لذلك، يجب علينا أن نقوم بما أوجبه الله علينا من الدفاع عن الدين، وحمايته، ونشره بين العباد. وبذلك يتحقق الحفظ المطلوب. فالدعوة إلى الله ليست عبثًا، بل هي واجب شرعي على كل مسلم قادر.

في الختام، يجب أن نفهم أن حفظ الدين يتطلب التكفل الإلهي والأسباب البشرية معًا. فالله سبحانه وتعالى قد تكفل بحفظ الدين، ولكننا نحن البشر مطالبون بالقيام بدورنا في نشر الدين والدعوة إليه.


الفقيه أبو محمد

17997 בלוג פוסטים

הערות