• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  في عصر يسعى جاهداً للتغلب على التغيرات المناخية وتخفيف الاعتماد على الوقود الأحفوري، ازداد الاهتمام بالطاقة المتجددة. تعتبر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح من أكثر الخيارات الواعدة كبدائل مستدامة. رغم الفوائد الكبيرة لهذه التقنيات، إلا أنها تحمل أيضاً تحديات أخلاقية وبيئية تحتاج إلى نقاش معمق.

البدايات الواعدة:

تعتبر طاقة الرياح والشمس خيارين صحيين بيئياً لأن إنتاجهما يقلل من الانبعاثات الضارة التي تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري. حسب تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية، فإن استخدام الطاقة المتجددة قد أدى إلى توفير 11.3 مليار طن متري من غازات الدفيئة منذ عام 2010 - وهو مكافئ لإزالة حوالي 2.4 مليار سيارة من الطرق لمدة سنة كاملة. بالإضافة لذلك، توفر هذه الأنواع من الطاقة فرص عمل جديدة ومستدامة في القطاع العصري المتنامي للطاقة المتجددة.

التحديات المحلية:

مع ذلك، هناك العديد من الجوانب السلبية المرتبطة بكل نوع من أنواع الطاقة المتجددة. بالنسبة لطاقة الشمس، يمكن أن تشكل الألواح الشمسية حواجز طبيعية للأراضي البرية عندما يتم تركيبها على نطاق واسع. وفي بعض الحالات، قد تتطلب تركيب هذه الألواح نزع أشجار نادرة أو تخريب الحياة البرية المحلية. كما أن عملية تصنيع الألواح نفسها تستدعي استخدام مواد سامة مثل الرصاص والقصدير والتي تحتاج إلى تدبير مناسب عند نهاية عمر النظام.

وبالنسبة لتوربينات الرياح، فهي ليست أقل تأثيراً على البيئة. صحيح أنها لا تتطلب الكثير من الأرض مباشرة مثل الألواح الشمسية، لكنها قد تؤثر على الرحلات الجوية للحياة البرية خاصة الطيور والمهاجرة منها. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب بناء المنشآت البحرية لمزارع توربينات الرياح تعديلًا كبيرًا للعادات البحرية وقد يؤدي حتى إلى فقدان الأماكن الطبيعية للإعاشة لبعض الكائنات البحرية.

التحديات العالمية:

على المستوى العالمي، يواجه العالم مشكلة كبيرة وهي عدم توافق الإنتاج مع الاستهلاك. بينما يمكن توليد الطاقة الشمسية بطريقة غير مركزية، مما يعني أنه بإمكان الأفراد والأسر الحصول عليها مباشرة من خلال مصابيح شمسية صغيرة، هذا لا ينطبق تماماً على طاقة الرياح والتي تتطلب مراكز عملاقة لتوليد القدر اللازم من الطاقة. وهذا يعني رقابة أكبر من قبل الحكومات والدول المركزية، مما يخلق تحديات سياسية وأمنية محتملة مرتبطة بمجال الطاقة.

وفي النهاية، رغم كل هذه التحديات، يبقى الطريق نحو الانتقال إلى مصادر الطاقة الصديقة للبيئة واضحا ومليء بالأمل. إن القيام بتقييم شامل لكل فوائد ومخاطر كل طريقة من طرق الطاقة المتجددة هو خطوة أولى ضرورية لاتخاذ القرارات المناسبة للمستقبل