الحكمة من وجود الكرام الكاتبين: نظرة عميقة في حكمة الله

في سؤال حول الحكمة من وجود الكرام الكاتبين مع علم الله بكل شيء، يقدم لنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله جوابًا عميقًا ومفيدًا. يقول: "نقول في مثل هذه ال

في سؤال حول الحكمة من وجود الكرام الكاتبين مع علم الله بكل شيء، يقدم لنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله جوابًا عميقًا ومفيدًا. يقول: "نقول في مثل هذه الأمور: إننا قد ندرك حكمتها، وقد لا ندرك، فإن كثيراً من الأشياء لا نعلم حكمتها، كما قال الله تعالى: (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) الإسراء/85".

إن هذا الجواب يوضح أننا قد لا ندرك دائماً الحكمة وراء كل شيء في الكون، حتى وإن كان الله عالمًا بكل شيء. فمثلاً، عندما نسأل عن حكمة خلق الله للإبل أو الخيل أو الحمير أو البشر، قد لا نجد إجابة واضحة. وكذلك عندما نسأل عن حكمة تحديد عدد الركعات في الصلوات المختلفة، قد لا نستطيع فهم الحكمة وراء ذلك.

ومع ذلك، يشدد ابن عثيمين على أن عدم فهمنا للحكمة لا ينقص من قيمة الأشياء أو الأمور التي نجهل حكمتها. بل إن البحث عن الحكمة في بعض الأشياء المخلوقة أو المشروعة يمكن أن يكون مصدرًا للفضل والعلم.

وعندما نعود إلى سؤالنا الأصلي حول الحكمة من وجود الكرام الكاتبين، يوضح ابن عثيمين أن الحكمة تكمن في بيان كمال عناية الله بالإنسان وكمال حفظه. فالله سبحانه وتعالى نظم الأشياء وقدرها وأحكمها إحكامًا متقنًا، حتى إنه جعل على أفعال بني آدم وأقوالهم كراماً كاتبين موكلين بهم، يكتبون ما يفعلون. وهذا ليس لأن الله يحتاج إلى علم بما يفعلون، فهو عالم بما يفعلون قبل أن يفعلوه، ولكن لبيان كمال عناية الله بالإنسان وكمال حفظه.

وبالتالي، فإن وجود الكرام الكاتبين هو دليل على تنظيم الكون وحكمته، وعلى كمال عناية الله بالإنسان وحفظه. والله عليم حكيم.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog indlæg

Kommentarer