- صاحب المنشور: راوية بن غازي
ملخص النقاش:
مع تطور التكنولوجيا بسرعة فائقة في القرن الحادي والعشرين، أصبح دورها في التعليم واضحا ولا يمكن تجاهله. تقدم التكنولوجيا العديد من الفرص المثيرة لإحداث ثورة في الطرق التقليدية للتعليم، مما يسهل الوصول إلى المعرفة ويجعلها أكثر جاذبية ومتاحة لجميع الفئات العمرية والمستويات الثقافية. ومن أبرز هذه الفرص استخدام الأجهزة الذكية والحواسيب المحمولة التي توفر منصة رقمية ديناميكية ومباشرة للتفاعل بين الطلاب والمعلمين والمعرفة نفسها. كما يتيح الإنترنت مجموعة هائلة من المواد التعليمية والمصادر المتنوعة المتوفرة عبر المواقع الإلكترونية والمنصات الرقمية، والتي تتيح التعلم عند الطلب والاستعداد للمستقبل المهني بحسب الاحتياجات الشخصية لكل طالب. بالإضافة إلى ذلك، تعمل أدوات مثل الواقع الافتراضي والمعزز على تعزيز تجربة التعلم العملية والجسدية بطريقة ممتعة وجاذبة.
على الرغم من هذه الفرص الواعدة، فإن هناك تحديات أيضًا تواجه دمج التكنولوجيا في نظام التعليم الحالي. أحد أهم التحديات هو عدم المساواة الرقمية، حيث قد لا يتمكن جميع الطلاب من الوصول إلى الأدوات والتكنولوجيا اللازمة بسبب الظروف الاقتصادية أو الاجتماعية أو الجغرافية. هذا الاختلاف في القدرة على الوصول يمكن أن يؤدي إلى خلق فراغ معرفي واسع بين طلاب مختلفين داخل نفس الفصل الدراسي. علاوة على ذلك، ينبع القلق بشأن الاعتماد الزائد على التكنولوجيا وعدم تطوير مهارات التواصل الاجتماعي الأساسية لدى الطلاب وصقل قدرتهم على حل المشكلات خارج بيئة الكمبيوتر. أخيرا وليس آخرا، هنالك المخاطر الأمنية المرتبطة باستخدام الشبكة العنكبوتية العالمية واحتمال تعرض البيانات والأبحاث الأكاديمية للاختراق والتلاعب بها بواسطة جهات غير موثوق بها.
في ظل العصر الحالي، يستوجب علينا مواجهة هذين الوجهين -الإيجابي والسلبيي– بعناية وبناء استراتيجيات ذكية لتسخير قوة التكنولوجيا لتحسين كفاءة وجودة التعليم مع معالجة أي مضاعفات محتملة. إن الجمع الأمثل لهذه الوسائل الجديدة ضمن منهج مقترن بتدريس تقليدي سيؤدي بلا شك إلى إنتاج خريجين مجهزين تجهيزاً كاملاً بمجموعة متنوعة من المهارات العصرية والفلاحية، قادرين على اندماج بسلاسة في سوق العمل الحديث والتكيف معه دون تدخل متكرر لموارد خارجية أخرى.