- صاحب المنشور: الشاذلي الفهري
ملخص النقاش:مع تحول المشهد الاقتصادي العالمي نحو المزيد من الريادة للأقتصاديات الناشئة، يواجه هذه الدول مجموعة معقدة ومتوسعة من التحديثات والتدخلات التي تشكل تحديات هائلة. يناقش هذا المقال كيف تستجيب اقتصاديات مثل الصين والبرازيل والهند وغيرها لهذه التحولات الجذرية وكيف تسعى إلى تعزيز مرونة وصمودها في وجه التغيرات الدولية غير المؤكدة.
تأثير الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين
أثارت الحروب التجارية المتكررة بين أكبر اقتصاديين في العالم قلقاً كبيراً بشأن الاستقرار العالمي. فرضت الرسوم التعريفية والعوائق التجارية ضغوطاً كبيرة على شريان التجارة بين البلدين، مما أدى إلى اضطراب كبير في سلاسل التوريد وأثر بشكل مباشر على الشركات والأفراد حول العالم. تواجه اقتصاديات الأسواق الصاعدة هنا خيارين؛ الأول هو التصدي للتقلبات من خلال الانفتاح والاستثمار أكثر في الابتكار المحلي والإنتاج المستقل لتقليل الاعتماد على الخارج. أما الخيار الآخر فهو البحث عن شركاء تجاريين جدد وتعزيز العلاقات الثنائية معهم، وهو النهج الذي تتبناه العديد من الدول الآسيوية حالياً.
جائحة كورونا وتداعياتها طويلة المدى
كانت جائحة كوفيد-19 بمثابة اختبار حقيقي للقوة والمناعة للاقتصاديات الحديثة. فقد تسبب الفيروس في ركود عالمي عميق أثرت تداعياته بعنف شديد خاصة على اقتصاديات الأسواق الناشئة حيث تعتمد معظم مواردها المالية على الخدمات المالية الخارجية والسياحة الأجنبية والاستثمار الأجنبي المباشر. ومن أجل التعافي وتجاوز تلك الأزمة تركز الحكومات الآن على دعم القطاعات الرئيسية وتنويع المساهمات الاقتصادية عبر تشجيع الأعمال الصغيرة والمتوسطة والحفاظ على استقرار القطاع المصرفي.
تغير المناخ وقضايا البيئة
تشكل قضية تغير المناخ تهديدا مستمرا ومزمنا لأغلبية دول العالم. وعلى الرغم من أنها تعد مصدر قلق رئيسي للدول الغربية وأوروبا إلّا أنه بات واضحا اليوم بأن آثار تغير المناخ ستكون أقسى بالنسبة لدول جنوب الكرة الأرضية وبخاصة دول القارة الإفريقية وآسيا الوسطى الجنوبية. تلعب التكنولوجيا دورًا حيويًا في معالجة هذين الجانبين -المناخ والطاقة-. فمع التركيز المتزايد على الطاقة المتجددة والممارسات الزراعية المستدامة، هناك حاجة متزايدة لإستراتيجيات مبتكرة لتقليل انبعاثات الكربون وتحسين الأمن الغذائي. وفي حين قد يشكل الانتقال نحو نماذج أعمال جديدة صعوبات قصيرة المدى إلا انه سيؤمن نموا طويل المدي قابلاً للاستدامة ويمكن أن يعزز مكانة اقتصاديات الاسواق الناشئة كمراكز محورية للتطور العلمي والتقني العالي.